دار الخبر مراكش:
بعد التغيرات المناخية التي شهدها العالم هذه السنة ، يثار النقاش من جديد بشأن قدرة المغرب على التأقلم مع تغيرات مناخية آخذة في التطور نحو ظواهر أكثر عنفا هذا الشتاء.
و شهدت المملكة هذا الصيف مستويات حرارة قياسية وموجة “حرائق ضخمة” متتالية في النصف الشمالي من التراب المغربي، حتى وجدت نفسها في مواجهة آثار جديدة لتحولات “التطرف المناخي” التي تؤدي إلى “وقائع كارثية” تخلف خسائر مادية في الغالب، وبشرية في بعض الأحيان.
و نتيجة الاحترار الأرضي وتسارع وتيرة زيادة حرارة الكوكب، فإن الدورة المائية أصبحت في وضعية مغايرة، أكثر سرعة وحدة وأكثر حجما؛ وهو ما يعني أن التحول المناخي يضيف إلى المشكل إشكالا آخر يتمثل في العنف الإضافي الناتج عن كثرة المياه وغزارتها”.
و لأسباب متعددة تعود إلى انخفاض مفاجئ في الحرارة أو اندساس كتلة هوائية منعزلة باردة داخل الوسط الجوي المغربي، فإن هذا يؤدي إلى عودة أمطار عنيفة جدا، تكون للأسف مخرِّبة لهوامش المجاري المائية، وعلى الخصوص في المدن؛ لأن هذه الأخيرة في الأصل تظل مناطق لمجار مائية سابقة سواء كانت أساسية أو ثانوية”.
و خير مثال على هذه الظواهر ، هو ما شهده إقليمَا ميدلت وأزيلال من عواصف رعدية وفيضانات مهولة جارفة، مع بداية شهر شتنبر الجاري.
و في ذات السياق ، تتجدد الدعوات للسلطات العمومية ومختلف الفاعلين المتدخلين إلى ضرورة “أخذ الحيطة والحذر والاستفادة من سنوات سابقة عرفت فيضانات مدمرة، لا سيما أن كل فصل حار تتلوه أمطار طوفانية تكون قياسية أيضا وغير مسبوقة”.
