هل تعاني من تقلب المزاج في رمضان؟ إليك كيف تعالج الأمر
دار الخبر -وكالات
يعاني الكثيرون من تقلب المزاج بشكل واضح خلال ساعات الصيام، إذ تمر أوقات النهار عليهم بصعوبة نتيجة عدم تناول الطعام لساعات طويلة.
ويختلف إيقاع الساعة البيولوجية للجسم بشكل كبير في رمضان، حيث تضطرب وتتغير مواعيد النوم وتناول الوجبات، وتكون أول وجبة نتناولها في المساء وآخر وجبة قبل الفجر، مما يؤثر على إفراز الهرمونات في الجسم. في السطور التالية ستتعرفين على أسباب تقلبات المزاج في رمضان وطرق الوقاية منها:
العلاقة بين الساعة البيولوجية والهرمونات في رمضان
عادة ما تتبع درجة حرارة الجسم والميلاتونين، وهو هرمون يسبب فقدان الحرارة، إيقاع الساعة البيولوجية، فعلى مدار اليوم يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم وتثبيط الميلاتونين إلى الاستيقاظ. ثم في المساء تنخفض درجة حرارة الجسم بينما يُفرز الميلاتونين للحث على النعاس.
وقد تمَّ استخدام كل من الميلاتونين ودرجات حرارة الجسم الأساسية كمؤشرات موثوقة للتغييرات في إيقاعات الساعة البيولوجية، مما يجعلها مفيدة في فحص مستويات التعب طوال شهر رمضان، حيث أشارت الأبحاث إلى أن ذروة الميلاتونين الليلية تتضاءل وتتأخر طوال الشهر الكريم، بالإضافة إلى حدوث تغيير في بداية إفراز هرمون التوتر، الكورتيزول.
وأظهرت الدراسات تغييرات في كل من الإيقاع اليومي لدرجة حرارة الجسم وبنية النوم، مما أدى إلى صعوبة في النوم وفترات نوم أقصر، وتغييرات في نوم حركة العين السريعة (REM).
مع كل هذه التغييرات الجسدية، قد يكون هناك توقع لمقابلة بعض الأشخاص الغاضبين بشكل واضح، إذ وجدت الدراسات أن الحالة المزاجية السلبية قد تنجم عن أنماط النوم، وقد يكون هناك أيضًا مستويات متزايدة من التهيج؛ ففي دراسة أجريت على المدخنين وغير المدخنين، كان التهيج أعلى في كلا المجموعتين خلال شهر رمضان، ولكنه زاد بشكل أكبر لدى المدخنين عنه لدى غير المدخنين.
ما رأيك بالتعرف على أعراض القلق والتوتر ؟
من ناحية أخرى، يؤثر الصيام بشكل سلبي على الحالة المزاجية، لأنَّ الامتناع عن تناول الطعام يؤثر على كمية الطاقة التي تدخل إلى الجسم عبر الطعام أو توفر الطاقة من الجلوكوز (وهو شكل من أشكال السكر يتم الحصول عليه من الأطعمة التي نتناولها)، ويرتبط انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم والجلوكوز في الدماغ بسوء الحالة المزاجية، وقد يؤثر على مدى قدرتكِ على التفكير أو التركيز.
العلاقة بين الصيام والاكتئاب
يعتقد بعض الباحثين أن الصيام يمكن أن يساعد في تقليل بعض مشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب.
أفادت مراجعة بحثية عام 2021 أن الأشخاص الذين صاموا من المشاركين في البحث كانت لديهم درجات قلق واكتئاب أقل من المجموعات التي لم تصم.
وخلصت مراجعة لعام 2022 إلى أن الصيام قد يؤدي إلى مشاعر سلبية مثل التهيج، ولكن أيضًا يؤدي إلى تجارب إيجابية مثل الشعور بالإنجاز والسيطرة.
وتشير دراسات أخرى إلى أن الصيام يمكن أن يزيد من الحالة المزاجية الإيجابية والحيوية ويقلل المزاج السلبي.
يرتبط الصيام أيضًا ارتباطًا وثيقًا بضبط النفس العاطفي، فالتحكم في الرغبة في تناول الطعام، قد يؤدي إكمال الصيام وإلى زيادة شعوركِ بضبط النفس.