ناسا تستعد للعودة إلى القمر.
دخلال عمليات استكشاف القمر، تقوم وكالات الفضاء المختلفة بجلب عينات من التربة والصخور قصد دراستها، واستنطاقها لتفصح عن أسرار القمر. ويبلغ مجموع ما جمعته وكالة ناسا وحدها من العينات القمرية خلال مختلف رحلاتها الفضائية عبر برنامج أبولو أزيد من 800 كلغ.
ويتم جمع العينات القمرية، مباشرة من طرف رواد الفضاء كما هو الشأن في رحلة أبولو 11 الشهيرة ورحلة أبولو 17، او عبر روبوتات تقوم بجولات استكشافية على سطح القمر، وتقوم بجمع العينات المختلفة.
وحسب الجزيرة نت، يستعد باحثون من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) هذا الشهر، لفتح حاوية تربة القمر التي جمعها رواد فضاء بعثة أبولو 17 منذ 50 عاما. وقالت الوكالة إن الحاوية المفرغة من الهواء التي تم جمعها في ديسمبر/ كانون الأول 1972، تحتوي على صخور وتربة من ترسبات الانهيارات الأرضية في وادي توراس-لترو على القمر، وإذا كان العلماء محظوظون فقد تحتفظ أيضا ببعض آثار لغازات القمر.
يذكر التقرير الذي نشرته لايف ساينس Live Science في 11 مارس/ آذار الجاري، أنه حتى في ذلك الوقت كان فريق أبولو يعلم أن العلم والتكنولوجيا سيستمران في التقدم إلى ما هو أبعد مما كان ممكنا في السبعينيات، حتى لو توقفت المهمات المأهولة إلى القمر (كانت أبولو 17، بالمناسبة، آخر مرة يطأ فيها البشر القمر).
ومن المؤكد أن العلماء كانوا على حق، فقد بدأ الباحثون عملية تستغرق أسابيع لثقب الأنبوب المحكم ببطء -والذي يبلغ حجمه 4 × 35 سم- باستخدام جهاز أطلق عليه علماء وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) اسم “فتاحة أبولو” المصممة من أجل هذا الغرض فقط.
يستخدم علماء وكالة الفضاء الأوروبية اسم “فتاحة أبولو” على الجهاز المصمم لثقب أنبوب العينة القمرية (ناسا)
عندما جمع رواد الفضاء العينة من سطح القمر في عام 1972، كان قاع الحاوية شديد البرودة، وفقًا للبيان الذي نشرته وكالة ناسا في الرابع من مارس/ آذار الجاري، ويأمل العلماء أن تحتوي هذه العينة على مواد متطايرة مثل جليد الماء وثاني أكسيد الكربون، والتي من شأنها أن تتبخر في درجات الحرارة العادية.
وإذا تمكن الباحثون من استخراج هذه الغازات من العينة، فيمكنهم دراستها باستخدام معدات قياس الطيف الكُتَلي الحديثة -أي أدوات قياس وتحليل الجزيئات الفردية- ويمكن أن يوفر هذا للباحثين رؤى قيِّمة حول التاريخ الجيولوجي للقمر.
من جهة أخرى ، تقول عالمة وكالة الفضاء الأوروبية فرانشيسكا ماكدونالد، الرئيس العلمي في المشروع المشترك مع وكالة ناسا “كل مكون غاز يتم تحليله يمكن أن يساعد في سرد جزء مختلف من القصة حول أصل وتطور المواد المتطايرة على القمر وداخل النظام الشمسي المبكر”.
بدأ الباحثون عملية تستغرق أسابيع لثقب الأنبوب المحكم ببطء (ناسا)
وسوف يساعد التحليل أيضا في إعداد رواد الفضاء لمهمات أرتيمس Artemis القادمة، والتي ستعيد البشر إلى القمر لأول مرة منذ أبولو 17 -وفقا لوكالة ناسا- ويخطط رواد فضاء أرتيمس للهبوط في القطب الجنوبي للقمر، حيث يجمعون عينات -محفوظة في عبوات- من تربة القمر الباردة التي نأمل أن تعزز الفهم العلمي لتطور القمر إلى أبعد من ذلك.