عبد الإله بنكيران: تغيير أحكام الإرث يخدم أجندات دولية .
دار الخبر
أكد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن الحزب مطالب اليوم بالاستمرار في المنطق والمنهج الذي اختاره منذ اليوم الأول، وأن يبقى واضحا في ذهن مناضليه أنه حزب سياسي نشأ من رحم الحركة الإسلامية، الذي منطلقُها العقدي والإيديولوجي هو الإسلام، وهذه القناعة، يقول ابن كيران، لا يجب أن يقع فيها انزياح أو تراجع وهي مسألة حياة أ وموت مهما كلف الأمر.
ووشدد ابن كيران الذي كان يتحدث في افتتاح الاجتماع العادي للأمانة العامة، على أن دور الحزب يتمثل أساسا في الالتزام بالإسلام والدفاع عنه ومواجهة الدعوات التي تستهدفه في كافة المجالات، وفق ما أورده موقع الحزب.
والمسألة الثانية التي نبه إليها ابن كيران يضيف المصدر، تتثمل في ضرورة الانتباه إلى أمر الملكية، مؤكدا أنه دائم الحديث عن هذا الأمر ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، وسيستمر دوما في ذلك، فهناك أخطار كونية تتهدد هذا النموذج، والملكيات، حسب ابن كيران كلها كانت دائما مهددة.
وأضاف المتحدث ذاته أنه في المغرب الملكية والإسلام مرتبطان، خصوصا في هذا الزمان وفي كل زمان، وبهما استطاع المغرب مواجهة كل الدعوات الهدامة، ورغم ما يمكن أن يقال فإن موقفنا من الملكية قناعة راسخة وعلاقتنا بالملك استراتيجية، والمغاربة كلهم الآن واعون بهذا رغم ما يمكن أن يكون لهم من تحفظات وملاحظات.
ودعا ابن كيران أعضاء الأمانة العامة إلى عدم الاستهانة بالأمر واعتباره بسيطا، فهناك في الخارج من يتعرض لجلالة الملك وللدولة، وهناك دعوات علمانية في الداخل تدعو إلى تغيير قوانين البلد بما يخدم الأجندات الدولية، ، فالذين يطالبون بتغيير أحكام الإرث مثلا، لا يقدمون ما هي المنظومة البديلة التي يقترحون عوض تلك التي يريدون هدمها من الأساس، ويجب أن يغيروا الدستور والنظام كذلك،لأنه لا معنى للمطالبة بهذه التغييرات في دولة يرأسها أمير المؤمنين، وبالتالي عليهم أن يكشفوا عن حقيقة ما يريدون فعلا.
وخلص ابن كيران إلى أن حزبه ومناضليه قد لا يستطيعون إيقاف هذا الذي لا يقع، ولكن عليهم أن يعوا أن دورهم هو المساهمة في الحفاظ على وجود الدولة واستقرارها، وأن الرتبة التي وُضع فيها الحزب في ذيل قائمة الأحزاب، لا يجب أن تثنيه عن القيام بدوره، وعدم الانزياح عن هويته، والانخراط في “الألاعيب” التي أصبحت تشكل أساس العمل السياسي اليوم.
فحزب العدالة والتنمية له منطق في السياسة لا يجب أن يخطئه، وهو منطق قائم على الالتزام والوفاء بالوعود والعهود، وهو منطق مشرف يجد مرجعيته في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، أما الألاعيب حسب ابن كيران، فالحزب لا يتقنها وهو غير مهيأ لها، ولا يعرفها من الأصل.
وشدد ابن كيران على أن “الألاعيب” قد تؤجل الظواهر ولكن لا تلغيها، بمعنى أنها غير مضمونة العواقب، مضيفا أن المغرب أحاطت به عناية الله منذ عقود، وكان بالإمكان أن يدخل في متاهات لا يعلم مداها إلا الله، كأحداث 71 و72 وكذلك 20 فبراير، حيث عرفت الدولة كيف تتصرف بشكل استباقي.
بالمقابل، يرى ابن كيران، أن المغرب، إن كان وما زال بلدا مطمئنا وآمنا، لكن ما وقع منذ البلوكاج ما زالت تداعياته مستمرة إلى الآن، ونتائج السلبية ما زالت تلقي بظلالها على المشهد، “حيث ابتلينا بهذه الحكومة التي أتساءل عن أي أساس تحكم، رغم ما لديها من برلمانيين وما تحققه من نجاحات في الانتخابات الجزئية، فقد نتفهم أن استعمال المال كان قديما في المغرب، ولكن أن يكون ذلك هو القاعدة أو أساس الشرعية فإن ذلك غير سليم، لأن الولاء المبني على المال لا يمكن التعويل عليه” يقول ابن كيران.