ارتباك و إستنفار كبيرين بوزارة الخارجية بسبب تعليمات من الملك محمد السادس.
دار الخبر مراكش:
يبدو أن وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي ما زالت بعيدة كل البعد عن التنزيل السليم للخطابات الملكية السامية بعد حوالي شهرين من الخطاب التاريخي الذي ألقاه الملك محمد السادس وخصص فيه حيزا مهما للإشادة بمغاربة العالم والدور المحوري الذي تقوم به هذه الفئة من المغتربين في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
الخطاب الملكي السامي جاء ليجدد التأكيد على أيلاء أهمية قصوى لمغاربة العالم ليس من ناحية تجويد الخدمات القنصلية فقط، بل تعداها إلى مقاربة شمولية أخرى تخص الإستفاذة من تجربتها وإقحامها في منظومة العمل والإنتاج، الأمر الذي أحرج نوعا ما وزارة “بوريطة” والمحيطين به.
و في السياق ، تقول جريدة هبة بريس المغربية ، في تقرير أعدته في هذا الشأن ، أن الخروقات التي تعتمدها وزارة الخارجية في توظيف الأعوان المحليين كشفت نسبة 100/100 يتم توظيفهم بطريقة مشبوهة وغالبيتهم لم ينهي المرحلة الإبتدائية في مستواه الدراسي في حين أن الحاصلين على الشواهد الجامعية لا مكان لهم في الإستفاذة من هذه المناصب البسيطة رغم حاجتهم الملحة إليها وأهليتهم الكاملة لممارستها باعتبارهم مواطنون مغاربة لهم من الحقوق ما عليهم من الواجبات.
و تضيف الجريدة: “وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي كانت وما تزال مرتعا للشبهات في كثير من المواقف لعل آخرها المراسلة التي تلقتها من مغاربة العالم بعدما تم تداول إسم شخص تربطه علاقة عائلية مع مسؤول معروف لتولي شؤون الجالية في الخارج إذ كانت الترتيبات قد إكتملت للإعلان عنه لولا يقظة الكفاءات والأطر في المهجر والتي لم تتوانى في الإحتجاج والتعبير عن سخطها بمراسلة موجهة إلى الخارجية، وهنا يجب أن نطرح السؤال على السيد “بوريطة” الذي يقال أنه قطع دابر الفساد وما يزال يكرر في كل إجتماعاته في الوزارة جملته الشهيرة “زيرو طوليرونس مع الفساد”، أليس هذا هو الفساد في حد ذاته؟ وهل أصبح تهميش كفاءات الخارج من أبناء الجالية هو السبيل الوحيد لحل مشاكلها التي تتخبط فيها باستمرار في غياب رؤية واضحة مبنية على أسس ” أهل مكة أدرى بشعابها” ؟.
و تضيف الجريدة السالفة الذكر: “النسيج المغربي المهاجر يزخر بكفاءات كبيرة في كل المجالات سواء السياسية أو الرياضية او الثقافية والذليل على ذلك أن دول الإستقبال دون إستثناء تستفيذ من تجاربهم وتضعهم في مكانهم المناسب لأنها بكل بساطة تعتمد مبدأ الكفاءة وليس الإنتقائية والتوصيات، ولعل صاحب الجلالة كان جد واضح في هذا الموضوع تحديدا وانتظاراته تفوق بكثير تصورات وزارة الخارجية التي ما تزال عاجزة عن القطع مع الماضي واعتماد سياسة جديدة تتناسب وموقع المملكة في العالم”.
-المصدر جريدة هبة بريس – بقلم يسير الإيحيائي