اخبار مهمةفي الواجهةمنوعات

هل فعلا يتحول المغاربة إلى السيارات الكهربائية؟

دار الخبر مراكش:

يتزايد يوما بعد الآخر اهتمام عدد من المغاربة بالتحول من السيارات العادية إلى الكهربائية سواء المصنعة محليا أو المستوردة من الخارج، وذلك إما مساهمة في تقليل معدلات التلوث داخل المدن، أو هربا من ارتفاع أسعار المحروقات.

ويدعم المغرب توجه المستهلكين نحو السيارات الكهربائية من خلال عدد من الإجراءات من بينها تقديم إعفاءات على الرسوم الجمركية وإلغاء الضريبة السنوية على هذا النوع من السيارات مع العمل على توفير البنية التحتية للشحن الكهربائي السريع في نقاط مختلفة من البلاد وعلى طول الطريق السريع.


وتنخرط المملكة التي احتضنت مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22) في مختلف المشاريع التي من شأنها التخفيف من تداعيات التغير المناخي وتقليص نسب التلوث، ومن بينها المشاريع الخاصة بتصنيع وتشجيع استعمال السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة.

الحفاظ على البيئة

في سنة 2016 قرر المغربي خليل عمار التخلي عن سيارته التقليدية واستبدالها بأخرى كهربائية، وعيا منه بالآثار الضارة التي تخلفها المركبة التي تستمد الكهرباء انطلاقا من الوقود الأحفوري على البيئة.

يقول خليل عمار وهو مؤسس نادي “تيسلا كلوب المغرب” الذي يضم أصحاب السيارات الكهربائية بالمملكة، إن من بين الأسباب التي دفعته إلى اختيار مركبة كهربائية هو معاناته من ضيق التنفس بسبب تلوث الهواء الناتج عن الانبعاثات الصادرة عن وسائل النقل داخل المدينة.

ويعتبر عمار في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” بأن التخلي عن السيارات التي تشتغل بالوقود الأحفوري وتنبعث منها الغازات الملوثة أصبح أمرا ضروريا من أجل الحد من التأثير السلبي للإنسان على البيئة وحمايتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

ويشير المتحدث، إلى أن “المغرب بات يتوفر اليوم على عدد من محطات الشحن الخاصة بالمركبات الكهربائية، الأمر الذي شجع العديد من الأشخاص على اقتناء هذا النوع من المركبات”.

ويلفت عمار، إلى أن السيارة الكهربائية تعتبر مركبة عملية ومريحة على مستوى السياقة ولا تصدر عنها أي أصوات مزعجة، علاوة على كونها صديقة للبيئة وليس لها أي انبعاثات قد تلوث الهواء.

الهرب من غلاء المحروقات

أما فؤاد جابر فقد دفعه ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب إلى اقتناء سيارة كهربائية هذا العام إسوة بعدد من أصدقائه الذين شجعوه على هذه الخطوة.

يقول فؤاد لـ “سكاي نيوز عربية” إنه “ورغم أن سعر السيارة الكهربائية يعتبر مرتفعا مقارنة بالسيارة العادية إلا أنها تبقى وسيلة تنقل اقتصادية ولا تكلف سوى زيادة مبلغ بسيط على فاتورة الكهرباء”.

ويؤكد الشاب المغربي أنه بهذه الخطوة قد استطاع التخلص من معاناته السابقة بسبب غلاء أسعار المحروقات التي ارتفعت لمستويات قياسية بالتزامن مع الغلاء الذي تشهده مختلف المواد الأساسية.

ويشير فؤاد إلى أنه وعكس التخوفات التي كانت تراوده قبل اقتناء المركبة الجديدة فإنه لم يسجل أي عيوب تذكر، أو أي مشاكل على مستوى الشحن حيث تتم العملية بأمان سواء في مرآب المنزل أو العمل أو في الطريق السيار أثناء السفر لمسافات طويلة.

قطاع واعد

وكان رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة المغربي، قد كشف أن المغرب بدأ بإنتاج 40 ألف سيارة كهربائية، ويرتقب أن يضاعف هذا العدد مستقبلا.

وأوضح الوزير خلال مشاركته في مؤتمر للطاقة بالرباط، أن المملكة تتوفر على منصة يمكنها إنتاج 700 ألف سيارة سنويا، وهي السيارات التي يمكن العمل على تحويلها إلى كهربائية.

يربط عمر الكتاني أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط (حكومية) نجاح المغرب في قطاع إنتاج السيارات الكهربائية، بضرورة إنشائه لمصانع لإنتاج البطاريات والرقائق الإلكترونية الخاصة بهذه المركبات.

ويضيف الكتاني لـ”سكاي نيوز عربية” أن توجه المملكة نحو السيارات الكهربائية يدعمه توفرها على المواد الأولية النادرة التي تدخل في تصنيع تلك البطاريات والرقائق الإلكترونية، بالإضافة إلى الشراكة التي تربطها مع “تيسلا موتور” لإنتاج أجزاء من سياراتها الكهربائية في المغرب.

ويشير الخبير الاقتصادي، إلى أن مسايرة ومواكبة المملكة للتحول الدولي الحاصل على مستوى إنتاج السيارات يستوجب الاعتماد على الكفاءات المغربية في مجال التكنولوجيات الدقيقة والتي أتبت تفوقها في هذا القطاع.

كما يشدد الكتاني، على أهمية استغلال المغرب للتجربة التي راكمها على مدى سنوات في مجال إنتاج السيارات، من أجل دعم تصنيع المركبات الكهربائية محليا وتعزيز مكانة المغرب ضمن الشركات العالمية.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button