دراسة : المغاربة لايثقون في بعضهم البعض وثقتهم بالمستشفيات منعدمة .
دار الخبر -جريدة العمق.
أظهرت دراسة ميدانية شارك فيها 1600 شخص، أن المغاربة يميلون إلى عدم الثقة منهم إلى الثقة، إذ اتضح أن 40 بالمائة من المشاركين في هذه الدراسة تقريبا يتميزون “بثقة منعدمة” و”ضعيفة” في أغلب الناس، وهو ما يؤكد بحسب معديها نسبة كافية للجزم بأن المجتمع المغربي، في علاقات مواطنيه بعضهم ببعض، يعاني نسبيا من أزمة ثقة.
ويزداد هذا المعطى حدة، بحسب المصدر ذاته، “عندما نضيف نسبة من لهم “ثقة متوسطة” في الآخرين (%36)، فيكون لدينا حينئذ ما يزيد على 3⁄4 من المغاربة (%77) ثقتهم في أغلب الناس موزعة تقريبا بكيفية متوازنة بين «ثقة منعدمة وضعيفة»، ثم «متوسطة». أما من لهم «ثقة لا بأس بها» و«ثقة تامة» في أغلب الناس، فلا تبلغ نسبتهم حتى ربع المجيبين (%23)، علما بأن من لهم «ثقة تامة» لا تتعدى نسبتهم %4″.
وأشارت الدراسة التي أنجزها مجلس النواب، وتم الكشف عن نتائجها، الأربعاء الماضي، إلى أنه عند تحديد اتجاه العينة بخصوص الثقة الموضوعة في بعض المؤسسات الحيوية في البلاد، يتبين أن الأسرة تحظى بـ”ثقة تامة”؛ وأن مؤسسات المدرسة والجامعة، ومؤسسة حفظ الأمن العام، تحظى بـ”ثقة متوسطة”؛ وأن المستشفى العمومي، والمحكمة، والجمعية، والإذاعات والقنوات التلفزيونية المغربية، والشبكات الاجتماعية، والإدارة العمومية، تحظى بـ”ثقة ضعيفة”.
وسجلت الدراسة البرلمانية أن ما يقرب من ثلثي المؤسسات المذكورة (%64) تحظى بثقة ضعيفة، و%27 منها بثقة متوسطة، و%9 بثقة تامة، مشيرة إلى أنه “عندما نستثني الأسرة من هذه المؤسسات، ونحاول معرفة نسبة تفعيل القيم في المؤسسات المذكورة، يتبين لنا حينئذ أن القيم مفعلة في %46 من المؤسسات، وغير مفعلة في %50 منها” ، تقول جريدة العمق المغربية.
وهكذا، فقد صرح 673 من المستجوبين بأن ثقتهم بالمستشفيات “منعدمة”، فيما قال 520 مجيبا ضعيفة، كما صرح 609 مجيبين بأن ثقتهم بالقنوات التلفزية العمومية “منعدمة”، و506 “ضعيفة”، و493 مجيبا قالوا إن ثقتهم بالإذاعات المغربية ضعيفة، و471 مجيبا صرحوا بكونها “ضعيفة”.
وفي هذا الإطار، قال المشرفون على هذه الدراسة، إن تدني الثقة في المؤسسات قد يؤدي إلى تقلص المشاركة الديموقراطية، وتراجع الانخراط في الأنشطة المدنية، وتزايد التهرب الضريبي، وتراجع السلوك المطابق للقانون، وفقدان قدر كبير من الرأسمال الاجتماعي الذي بدونه يصعب تعبئة الجماعات والعمل معها.
المصدر: جريدة العمق المغربية.