علماء: الانقراض السادس لكوكب الأرض سيكون أكثر تدميرا .
دار الخبر مراكش:
يستمر العلماء في الكشف عن المخاطر العظيمة التي تتهدد الحياة على كوكب الأرض جراء التغيرات المناخية التي يتسبب فيها البشر.
وواجهت الكائنات الحية على الأرض، وعبر تاريخها الطويل، خمس انقراضات متفاوتة الخطورة والحجم، بلغ بعضها حد إنهاء وجود قرابة 95% من الكائنات الحية.
ويقول العلماء، أن الانقراض السادس سيكون أكثر عنفا بسبب التغيرات المناخية واستمرار ارتفاع درجة الحرارة على الكوكب الأزرق نتيجة الاحترار الشديد.
والجديد في هذا المجال ما اكتشفه أحد علماء المناخ باليابان، والذي تمكن من إيجاد علاقة رياضياتية بين تغيرات ارتفاع درجة الحرارة ومدى الانقراض.
“كلما زاد تغير درجة الحرارة زاد مدى الانقراض”
في أكثر من مناسبة على مدار الـ540 مليون سنة الماضية، حسب الجزيرة نت، فقدت الأرض معظم أنواعها في فترات زمنية جيولوجية قصيرة نسبيا. وتُعرف هذه الفترات باسم أحداث الانقراض الجماعي، وغالبا ما تحدث في أعقاب تغير المناخ، سواء كان ذلك بسبب الاحترار الشديد أو التبريد الشديد.
ومؤخرا، وجد عالم مناخ ياباني تأثيرا خطيا يشير إلى أنه كلما زاد تغير درجة الحرارة، زاد مدى الانقراض. ونُشر بحث له في دورية “بيوجيوساينسيز” (Biogeosciences) في 22 يوليو/تموز الماضي.
ووفق البيان الصحفي لـ”جامعة توهوكو” (Tohoku University) اليابانية تسبب تغير المناخ المفاجئ، المصحوب بالدمار البيئي الناجم عن الانفجارات البركانية الكبيرة والنيازك، في انقراضات جماعية كبيرة على مدار التاريخ الذي يغطي 539 مليون سنة حتى الوقت الحاضر.
معدلات الانقراض والانحرافات في درجات الحرارة
حتى الآن، كان هناك عدد قليل من التقييمات الكمية للعلاقة بين الانحرافات في درجة حرارة الأرض وانقراض الحيوانات الأرضية. علاوة على ذلك، شهدت الحيوانات البحرية والبرية معدلات انقراض متباينة، ولا تزال هذه الظاهرة غير مستكشفة حتى الآن.
وقد أوضح كونيو كايهو الأستاذ الفخري بقسم علوم الأرض، بجامعة توهوكو اليابانية في البيان الصحفي أن معدلات انقراض اللافقاريات البحرية ورباعيات الأرجل الأرضية تتوافق مع الانحرافات في درجات الحرارة العالمية وسطح الموائل، بغض النظر عما إذا كانت برودة أو احترارا.
وكتب كايهو في البحث المنشور أن العلاقة الخطية، أظهرت تحملا أقل في رباعيات الأرجل الأرضية مقارنة بالحيوانات البحرية لنفس أحداث الاحتباس الحراري، وحساسية أعلى للحيوانات البحرية لتغير درجة حرارة الموائل نفسها من الحيوانات الأرضية. وأن هذه الظواهر تتناسب مع الانقراضات المستمرة.
أسوأ سيناريو
وقال كايهو في البيان الصحفي “تشير هذه النتائج إلى أنه كلما زادت التغيرات في المناخ، زاد الانقراض الجماعي”. وأضاف “إن النتائج تخبرنا أيضا أن أي انقراض محتمل متعلق بالنشاط البشري لن يكون بنفس النسب عندما يتغير حجم الانقراض بالتزامن مع شذوذ درجة حرارة سطح الأرض”.
ووفق تقرير نشر على موقع “ساينس ألرت” (ScienceAlert) فإن هذا المعدل أعلى بكثير من التقديرات السابقة، التي تشير إلى أن درجة الحرارة البالغة 5.2 درجات مئوية في متوسط درجة الحرارة العالمية ستؤدي إلى انقراض جماعي بحري كبير، على قدم المساواة مع الانقراضات الخمسة الكبرى السابقة.
ومع ذلك، بناء على تحليل الدراسة الأخيرة، ستحتاج درجة الحرارة إلى التغيير بمقدار 9 درجات مئوية لحدوث الانقراض التالي، ولن يظهر هذا حتى عام 2500 في أسوأ سيناريو. ولوضع ذلك في المنظور، بحلول نهاية القرن، فإن الاحتباس الحراري العالمي في طريقه لزيادة درجات حرارة السطح بما يصل إلى 4.4 درجات مئوية.
التنبؤ بمدى الانقراضات المستقبلية
قال كايهو “على الرغم من صعوبة التنبؤ بمدى الانقراضات المستقبلية لأن الأسباب ستختلف عن سابقاتها، إلا أن هناك أدلة كافية تشير إلى أن أي انقراض قادم لن يصل إلى المقادير السابقة إذا تبدلت التغيرات الشاذة في درجة حرارة سطح الأرض وغيرها من الانحرافات البيئية في المقابل”.
ووجد كايهو أيضا قدرة أقل على تحمل رباعيات الأرجل الأرضية مقارنة بالحيوانات البحرية فيما يتعلق بظواهر الاحتباس الحراري. مع ذلك، كان لدى الحيوانات البحرية قدرة أقل على تحمل نفس التغيرات في درجة حرارة الموائل من الحيوانات البرية. وذلك لأن درجة الحرارة الشاذة على الأرض أعلى 2.2 مرة من درجة حرارة سطح البحر.
وتتناسب هذه الظواهر مع أنماط الانقراض المستمرة. وبالنظر إلى المستقبل، يسعى كايهو إلى التنبؤ بمقادير انقراض الحيوانات في المستقبل التي تحدث بين عامي 2000-2500.
ويحدث حاليا العديد من حالات الانقراض على الأرض وفي البحر بالفعل بسبب تغير المناخ؛ ولا يتوقع الباحث نفس النسبة من الخسائر كما كانت من قبل. مع ذلك، ليست درجة تغير المناخ فقط هي التي تعرض الأنواع للخطر، فالسرعة التي تحدث بها مهمة للغاية.
وقد قتل أكبر حدث انقراض جماعي على الأرض 95% من الأنواع المعروفة في ذلك الوقت، لكن الاحترار اليوم يحدث على نطاق زمني أقصر بكثير بسبب الانبعاثات من الوقود الأحفوري.
وربما تموت المزيد من أنواع المخلوقات في حدث الانقراض السادس لكوكب الأرض؛ ليس لأن حجم الاحترار كبير جدا، ولكن لأن التغييرات تحدث بسرعة كبيرة لدرجة أن العديد من الأنواع لم تستطع التكيف. وبغض النظر عن الطريقة التي يفسر بها العلماء البيانات، فمن الواضح أن العديد من الأنواع محكوم عليها بالفناء ما لم نتمكن من وقف تغير المناخ.