إعلامي جزائري: “على الجزائر اختيار مدينة لفتح قنصلية في الصحراء المغربية”

في خطوة غير متوقعة أثارت تفاعلًا واسعًا، نشر الإعلامي الجزائري وليد كبير تغريدة جريئة دعا فيها سلطات بلاده “الجزائر” إلى التفكير من الآن في فتح قنصلية داخل الصحراء المغربية، موجهًا رسالته بسخرية وواقعية في آن واحد.
وقال كبير في تغريدته التي تصدرت نقاشات مواقع التواصل:
“اقترح على الدولة الجزائرية التفكير من الآن في اختيار المدينة التي ستحتضن القنصلية بالصحراء المغربية… العيون أم الداخلة؟
موالو العسكر ما رأيكم؟ لقد حان وقت السلام وعلينا أن نتصالح من أجل المصالح 😉
أفضل الداخلة التي ستحتضن مقر القنصلية الأمريكية… ناس العيون محبتكم لا تتزعزع ❤️”.
🇲🇦 دلالات سياسية عميقة
رغم الطابع الساخر للتغريدة، فإن مضمونها يحمل إشارات سياسية بالغة الأهمية، خصوصًا في ظل التحولات المتسارعة في ملف الصحراء المغربية، وتزايد الضغوط الدولية على الجزائر بسبب دعمها المستمر لجبهة “البوليساريو الانفصالية”، في وقت تميل فيه القوى الكبرى إلى الحل الواقعي الذي يقترحه المغرب منذ سنوات عبر مبادرة الحكم الذاتي.
كبير، الذي يُعرف بمواقفه المستقلة، يعبر في الواقع عن صوت داخل الجزائر بدأ يعلو ضد منطق الصراع العقيم، داعيًا إلى تطبيع العلاقات مع المغرب وتغليب لغة المصالح المشتركة بدل التصعيد، خصوصًا وأن المغرب ماضٍ في تنمية أقاليمه الجنوبية وجعلها مركزًا إقليميًا للديبلوماسية الإفريقية.
الداخلة… عاصمة الدبلوماسية الجديدة
إشارة وليد كبير إلى الداخلة لم تأتِ اعتباطًا؛ فالمدينة باتت اليوم نموذجًا للتنمية المستدامة والاستثمار الإفريقي، وتحتضن عشرات القنصليات لدول عربية وإفريقية، إلى جانب مشاريع استراتيجية كبرى في مجالات الطاقات المتجددة والموانئ والربط البحري، مما يجعلها عنوانًا للمغرب الجديد المنفتح على العالم.
نحو تحول في المزاج الجزائري؟
هذا التصريح يعكس أيضًا بوادر تغير في المزاج الجزائري العام، مع تزايد القناعة بأن الاستمرار في الخصومة مع المغرب مكلف سياسيًا واقتصاديًا، في حين أن التعاون يمكن أن يفتح آفاقًا هائلة بين أكبر بلدين مغاربيين.
الخطة الأمريكية الجديدة… مفتاح التحول القادم
يتزامن تصريح وليد كبير مع تحركات أمريكية غير مسبوقة لإعادة ترتيب ملف الصحراء في شمال إفريقيا، حيث تؤكد مصادر دبلوماسية أن إدارة واشنطن تسعى لإقناع الجزائر بالانخراط في حل نهائي مبني على الواقعية، أي الاعتراف العملي بسيادة المغرب مقابل ضمانات سياسية واقتصادية.
وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة لوّحت بإعادة النظر في تعاملها مع جبهة “البوليساريو“، بعد تسرب معطيات عن احتمال تصنيفها ضمن التنظيمات غير الشرعية إذا واصلت رفضها للحل السلمي. وفي هذا السياق، يبدو تصريح كبير وكأنه انعكاس مبكر لتغير أعمق داخل النخبة الجزائرية التي بدأت تدرك أن العزلة الإقليمية لم تعد مجدية، وأن التفاهم مع المغرب هو الخيار الوحيد الممكن في ظل التوازنات الدولية الجديدة.
قد تكون تغريدة وليد كبير موقفًا فرديًا اليوم، لكنها تعبر عن حقيقة استراتيجية تتبلور ببطء داخل الجزائر: أن مستقبل المنطقة لا يمكن أن يُبنى على العداء، بل على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وبين العيون والداخلة، تبقى الرسالة الأهم: الاعتراف الواقعي بالمغرب يفتح باب السلام المغاربي الذي طال انتظاره