اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

المغرب وألمانيا يشعلان ثورة الطاقة النظيفة بعد فشل المشروع البريطاني

بعد أشهر من انسحاب الحكومة البريطانية عن دعم مشروع الربط الكهربائي الطموح بين المغرب والمملكة المتحدة، تتجه شركة Xlinks البريطانية إلى ألمانيا لإحياء المبادرة من خلال فرع جديد باسم «سيلا أتلانتيك».

استثمار ألماني لإنقاذ المشروع البريطاني الفاشل
ووفق وسائل إعلام بريطانية، انضم مسؤولون سابقون من شركتي EnBW وOrsted للعمل على إعادة إطلاق المشروع من خلال الفرع الألماني، الذي يخطط لإنشاء خط نقل كهربائي بطول 4.800 كيلومتر بمحاذاة الساحل الأطلسي، قادر على نقل 15 جيغاواط من الطاقة المتجددة المنتجة من محطات الرياح والطاقة الشمسية في جنوب المغرب مباشرة إلى ألمانيا.

مشروع عالمي للطاقة النظيفة
إذا تحقق المشروع، سيكون من بين أضخم مشاريع الطاقة النظيفة العابرة للحدود في العالم، مع قدرة على تغطية ملايين الأسر الألمانية والصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، في ظل الطلب المتزايد على الكهرباء المتجددة وتعزيز المعايير البيئية.

الانسحاب البريطاني وأسبابه
ويأتي هذا التحول بعد إلغاء لندن للمشروع الذي كان يهدف سابقًا لتغطية نحو 8% من احتياجات الكهرباء البريطانية، أي ما يعادل استهلاك حوالي سبعة ملايين أسرة، والذي كان يتضمن أطول كابل بحري في العالم بطول 4.000 كيلومتر، بتكلفة تقديرية تصل إلى 25 مليار جنيه إسترليني.

وبررت الحكومة البريطانية انسحابها بـ«المخاطر العالية على مستوى التنفيذ والأمن»، معتبرة أن المشروع ليس في مصلحة البلاد الحالية، مع التركيز على تعزيز استقلال الطاقة الداخلي.

استمرار الالتزام والاستثمار
رغم ذلك، عبّرت شركة Xlinks عن خيبة أملها الكبيرة، ووصف رئيسها ديف لويس الانسحاب بأنه «صدمة كبيرة»، مؤكداً استمرار المشروع بصيغة جديدة والتزام المستثمرين بعد ضخ أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني لتطوير المبادرة.

وأشار لويس إلى أن المشروع قادر على توفير الكهرباء بسرعة أكبر وتكلفة أقل من الطاقة النووية، مع تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 10% وخفض أسعار الجملة للكهرباء بنسبة 9%، مستفيدًا من الرياح القوية ليلاً والشمس الوفيرة في المغرب.

ألمانيا تراهن على الطاقة المغربية
اليوم، تحظى هذه المزايا باهتمام برلين، إذ تأتي مبادرة «سيلا أتلانتيك» تلبية لرغبة ألمانيا في تأمين مصادر طاقة نظيفة ومستقرة لتعويض الفحم والطاقة النووية، وتسريع تحولها الطاقي، وهو ما يعكس ثقة أوروبا في إمكانيات المغرب كمصدر رئيسي للطاقة المتجددة.

هذا المشروع يمثل فرصة استراتيجية للمغرب لإثبات مكانته العالمية في مجال الطاقة النظيفة، ويؤكد أن الابتكار المغربي قادر على تجاوز الأزمات والانسحابات الحكومية الأجنبية، وتحويل التحديات إلى نجاحات عالمية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى