فضيحة صحية جديدة.. سيدة تضع توأمها داخل حافلة لغياب سيارات الإسعاف بالحوز
شهد إقليم الحوز، السبت، واقعة إنسانية صادمة تلخص حجم الإهمال الذي وصل إليه قطاع الصحة في المغرب، بعدما اضطرت سيدة إلى وضع توأميها داخل حافلة للنقل العمومي، في غياب تام لسيارات الإسعاف ووسائل التدخل السريع.
ففي الوقت الذي باغت المخاض السيدة وهي على متن حافلة تابعة لشركة “ألزا” متجهة من لالة تكركوست نحو تحناوت، لم تجد أمامها سوى تضامن الركاب وبعض النساء اللواتي تكفلن بمساعدتها على إتمام عملية الولادة في ظروف قاسية وغير إنسانية. المشهد، رغم ما حمله من قيم نبيلة في التضامن الشعبي، عرّى مرة أخرى عن واقع قطاع الصحة الذي ترك مواطنة تواجه مصيراً محفوفاً بالمخاطر داخل حافلة عمومية.
وزارة الصحة، التي لا تتوقف عن إطلاق الوعود الرنانة بتجويد الخدمات وتطوير البنيات التحتية، تجد نفسها اليوم أمام دليل حي على فشلها في أبسط المهام: ضمان وصول مواطن في حالة طارئة إلى مؤسسة صحية في ظروف لائقة. فلو كانت هناك شبكة إسعاف مجهزة وموزعة بشكل عادل على المناطق القروية، لما اضطرت هذه السيدة إلى مواجهة آلام المخاض وسط مقاعد حافلة.
إن هذه الحادثة ليست معزولة، بل تعكس سلسلة من الإخفاقات التي يعيشها المواطنون يومياً في القرى والبوادي، حيث يغيب الحد الأدنى من الخدمات الصحية، وتتحول سيارات الإسعاف إلى ترف نادر الوجود، بدل أن تكون وسيلة إنقاذ أساسية.
