لقاء رفيع في واشنطن بين القوات الجوية المغربية والأمريكية
شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن هذا الأسبوع لقاء استثنائياً على أعلى المستويات بين مسؤولين كبار من القوات الملكية الجوية المغربية ونظرائهم في القوات الجوية الأمريكية، وذلك في إطار تعزيز التعاون العسكري الثنائي بين البلدين.
وقاد الوفد المغربي كل من الجنرال محمد كديح، مفتش القوات الملكية الجوية، والجنرال مومن، قائد المكتب الرابع المكلّف بالصفقات والتجهيزات، إلى جانب عدد من المسؤولين العسكريين الكبار، في زيارة وُصفت بـ”الاستراتيجية” و”الحاسمة” لمستقبل الشراكة الدفاعية بين الرباط وواشنطن.
شراكة تاريخية برؤية استراتيجية جديدة
وجرت المحادثات مع الجنرال ديفيد أولفين، رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية، حيث عبّر الجانب الأمريكي عن تقديره العميق للدور المحوري الذي يلعبه المغرب في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، باعتباره شريكاً استراتيجياً موثوقاً في شمال إفريقيا والساحل.
وأكدت مصادر مطلعة أن هذه الزيارة لا تندرج فقط ضمن إطار بروتوكولي أو دبلوماسي، بل تمثل خطوة متقدمة نحو تحديث القدرات الجوية المغربية، عبر الانفتاح على تكنولوجيا متطورة ونظم تسليح حديثة أمريكية الصنع.
وفي حين لم يصدر أي إعلان رسمي بخصوص صفقات معينة، رجّحت مصادر غير رسمية أن المباحثات قد تكون مهدت الطريق نحو صفقات ضخمة، قد تشمل:
مقاتلات الجيل الخامس F-35، في حال موافقة الكونغرس الأمريكي، مروحيات نقل عسكرية من طراز “شينوك” (CH-47) و”بلاك هوك” (UH-60)، بالإضافة إلى توسيع برامج التدريب العسكري المشترك، وتبادل الخبرات في مجالات الحرب الإلكترونية والطيران التكتيكي.
ويُنظر إلى هذا اللقاء باعتباره تأكيداً جديداً على إرادة المغرب للانتقال إلى جيل جديد من قدراته الدفاعية الجوية، خاصة في ظل تحولات التوازنات الإقليمية وتنامي التحديات الأمنية في الساحل والصحراء.
المغرب والولايات المتحدة: تحالف استراتيجي طويل الأمد
تُعد هذه الزيارة تتويجًا لمسار متواصل من التعاون العسكري بين البلدين، تُرجم في السنوات الأخيرة عبر:
تنظيم مناورات “الأسد الإفريقي” سنويًا على الأراضي المغربية،
التوقيع على اتفاقية التعاون العسكري لعشر سنوات (2020-2030)،
توسّع استثمارات البنتاغون في البنيات التحتية العسكرية المغربية.
ويرى محللون أن هذه الخطوات تندرج ضمن رؤية المملكة المغربية لتعزيز صناعتها الدفاعية وتوطيد تحالفاتها الاستراتيجية، خصوصًا مع الولايات المتحدة، التي تعتبر الشريك الدفاعي الأول للمغرب.
