تطورات ملف “زفاف موسى” بالناظور

لا يزال ما بات يُعرف إعلامياً بـ”زفاف موسى”، الذي احتضنه إقليم الناظور شمال المغرب، يثير الكثير من الجدل والتبعات، نظراً لما رافق الحفل من مشاهد خارجة عن القانون، وسط غياب واضح لأي تدخل أمني أو مساءلة، ما فتح الباب أمام تساؤلات حارقة حول خلفيات الصمت الرسمي.
مظاهر “استفزازية” وحضور وجوه مطلوبة دولياً
الزفاف، الذي وُصف بـ”الأسطوري”، شهد استعراضاً لافتاً للثروة، من تقديم أطعمة بحرية فاخرة مثل الكركند، إلى رمي مبالغ مالية ضخمة في الهواء أمام الحضور، واستعراض سيارات فارهة تحمل لوحات أجنبية، وصولاً إلى إطلاق أعيرة نارية من بنادق وسط الحفل، في تحدٍّ صارخ للقانون.
هذا الاستعراض “الاستفزازي” في زفاف موسى، الذي وثقته مقاطع مصورة تم تداولها على نطاق واسع، أثار صدمة الرأي العام المغربي والدولي، ودفع العديد من المتابعين إلى التساؤل: كيف مرّ كل ذلك دون تدخل أمني؟
مصادر خاصة كشفت أن غياب أي تدخل أمني قد يعود إلى تورط مسؤولين أمنيين في شبكة موسى، التي تُتهم بالاتجار الدولي في المخدرات وتهريب البشر. وحسب ذات المصادر، فإن هذه الشبكة كانت توثق عمليات “التسهيل” من طرف بعض العناصر الأمنية مقابل مبالغ مالية مهمة، في إطار علاقات فاسدة مكّنت الشبكة من التمدد محلياً ودولياً.
في المقابل، أوضحت مصادر أخرى أن تدخل الدولة قادم لا محالة، لكنه يتأخر عمداً في انتظار أن تهدأ الضجة الإعلامية، لتُنفذ عمليات التوقيف والمحاسبة في ظروف أقل توتراً.
تحقيقات أوروبية واسعة على خلفية “زفاف المخدرات”
في تطور لافت، دخلت السلطات الأمنية في كل من إسبانيا وفرنسا وهولندا على خط القضية، حسب ما أورده تقرير إسباني حديث، والذي وصف المناسبة بـ”زفاف المخدرات”، مشيراً إلى أن الحفل جمع عدداً من كبار المهربين المطلوبين دولياً، بعضهم قدم من أوروبا، وآخرون من دبي ودول أخرى، حيث يعيشون متوارين عن الأنظار.
تنظيمات إجرامية دولية في قلب التحقيق
التحقيقات الأوروبية تركز بشكل خاص على شبكات إجرامية عابرة للحدود، في مقدمتها تنظيم “موكرو مافيا” الذي ينشط بين هولندا وبلجيكا، وعصابات البلقان المنتشرة في عدد من الدول الأوروبية، إلى جانب مجموعات أخرى مرتبطة بالاتجار في الكوكايين والحشيش.
ويبدو أن زفاف “موسى” شكّل فرصة لاجتماع قادة هذه التنظيمات، الأمر الذي يفسر التحركات الأمنية المكثفة من طرف الشرطة الأوروبية لتحديد الهويات وتتبع شبكات التهريب الدولية.
موسى وشبكة “حكيم” في أوروبا.. الكوكايين في عرض البحر
المصادر ذاتها أفادت أن “موسى” لا يتحرك بمعزل عن شبكات موازية له، بل يتلقى دعماً وحماية من طرف تنظيمات تنشط في ألمانيا وإسبانيا، يتزعم إحداها شخص يُدعى “حكيم”، يتخذ من ألمانيا قاعدة لعملياته.
“حكيم”، حسب المعلومات المتوفرة، يُعد من أبرز مموني الكوكايين الذي يُروّج في منطقة الناظور ونواحيها، وكان يتولى تنسيق عمليات الاستلام في عرض البحر عبر سفن شحن دولية، في سيناريو يُذكّر بأساليب تهريب الكوكايين الكولومبية.