المغرب يُطلق مشروع “إفحصة” لتخزين الطاقة الكهرومائية

في إطار استراتيجيته الوطنية للتحول الطاقي، يستعد المغرب لإطلاق مشروع جديد يُعد من أبرز مشاريعه في مجال الطاقات المتجددة، وذلك من خلال إنشاء محطة ضخ وتخزين للطاقة الكهرومائية شمال البلاد، من المرتقب أن تُساهم في تعزيز مرونة الشبكة الكهربائية ورفع قدرة استيعاب الطاقة المتجددة.
الطاقة في المغرب.. تمويل ضخم يتجاوز 450 مليون دولار
المشروع الذي أعدّه المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ينتظر أن يُستكمل تمويله بحلول مايو 2026، بتكلفة تناهز 450 مليون دولار، بمشاركة عدد من المؤسسات الدولية، أبرزها:
البنك الدولي للإنشاء والتعمير
صندوق التكنولوجيا النظيفة
البنك الأفريقي للتنمية
ووفق وثيقة صادرة عن البنك الدولي، فإن المشروع الجديد، المعروف باسم “إفحصة” (Ifahsa)، يندرج في إطار التزام المغرب برفع نسبة الطاقات المتجددة إلى أكثر من 50% بحلول عام 2030، والتقدم نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
محطة بقدرة تخزين 690 غيغاواط/ساعة
سيتم بناء المحطة وفق تقنية التخزين الكهرومائي بالضخ (Pumped Hydropower Storage)، وهي من أكثر تقنيات تخزين الطاقة كفاءة على المدى الطويل، مقارنة بالبطاريات. ومن المقرر أن توفر المحطة:
قدرة تخزينية سنوية تبلغ نحو 690 غيغاواط/ساعة
طاقة إنتاجية عند الذروة تقدر بـ 300 ميغاواط
هذا سيسمح بامتصاص فائض الكهرباء الناتج عن الطاقة الشمسية والريحية وضخّه مجددًا في الشبكة عند الحاجة، ما يُساهم في استقرار وموثوقية الإمدادات.
الطلب على الكهرباء في ارتفاع مستمر
يأتي هذا المشروع في سياق تزايد استهلاك الكهرباء في المغرب بمعدل 4% سنويًا منذ 2010، حيث وصل الاستهلاك إلى 45.7 تيراواط/ساعة خلال العام الماضي، ما يفرض تحديات كبيرة على الشبكة الوطنية ويستوجب تعزيز مرونتها عبر تقنيات تخزين الطاقة.
الطاقة المتجددة في المغرب تتقدم لكن الفحم ما يزال المهيمن
حتى نهاية 2024، بلغت القدرة المركبة للطاقة المتجددة في المغرب 5337 ميغاواط، أي ما يمثل 45% من إجمالي الطاقة المركبة، لكنها لم تُغطِّ سوى 25% من الطلب الوطني على الكهرباء.
ووفق أرقام الوكالة الدولية للطاقة:
الرياح: 2360 ميغاواط
الطاقة الكهرومائية: 2120 ميغاواط
الطاقة الشمسية: 857 ميغاواط
الفحم لا يزال يُنتج 55% من كهرباء المغرب
ربط مباشر بشبكة نقل 400 كيلوفولت
سيتم ربط مشروع “إفحصة” مباشرة بشبكة النقل ذات الجهد العالي (400 كيلوفولت)، ما يُمكّنه من تخفيف الضغط على الشبكة في شمال المغرب، خصوصاً في ظل النمو الكبير في الطلب بسبب توسّع المناطق الصناعية، وفي مقدمتها المنطقة التي تضم أكبر مصنع لصناعة السيارات في إفريقيا.