بنكيران: إسرائيل تستطيع قصف مقر حزبنا في الرباط

أطلق عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية الأسبق، هجومًا لاذعًا على الأنظمة العربية، متهمًا إياها بـ”التقاعس في حماية شعوبها” في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير، والذي طال دولًا عربية من بينها قطر.
جاءت تصريحات بنكيران خلال اجتماع الأمانة العامة لحزبه، حيث اعتبر أن “الشعوب العربية لم تعد تشعر بالأمان داخل أوطانها”، مضيفًا: “لم يعد هناك ما يمنع أن تقصف إسرائيل حتى مقر حزبنا، لأننا فقدنا الحماية الحقيقية من حكامنا”، في إشارة مباشرة إلى ما وصفه بـ”غياب الرد العملي على العدوان الإسرائيلي المتصاعد”.
بنكيران: “إذا لم تحمونا… ما بقات بيعة”
وتوجّه بنكيران برسالة مباشرة إلى الملوك والرؤساء والأمراء العرب المشاركين في القمة العربية الاستثنائية المقررة بالدوحة الأحد، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على الأراضي القطرية، قائلاً:
“إذا لم تحمونا من إسرائيل، ما بقات بيعة”، في تصريح يعكس اهتزاز الثقة بين الشعوب والحكام، وفق تعبيره.
وأكد أن فقدان الشعوب للإحساس بالحماية من حكامها يعني أن “الميثاق قد سقط”، ما يفتح الباب أمام “البحث عن بدائل سياسية”، على حد قوله.
دعوة لقرارات حقيقية وقطع العلاقات مع إسرائيل
بنكيران شدد على أن العدوان الإسرائيلي الأخير “لم يعد يستهدف حماس أو الفلسطينيين وحدهم، بل بات يهدد جميع الدول العربية”، متسائلًا: “من ضرب قطر اليوم، ماذا يمنعه من ضرب أي دولة أخرى؟”.
وفي هذا السياق، دعا القيادي الإسلامي الدول العربية إلى اتخاذ خطوات عملية تحافظ على كرامة وأمن مواطنيها، معتبرًا أن “بيانات التنديد لم تعد كافية”، مطالبًا في المقابل بـ”قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل واستدعاء السفراء فورًا”.
عبد الإله بنكيران لم يتوانَ عن اتهام بعض الأنظمة العربية بـ”التواطؤ أو الصمت المريب”، مشيرًا إلى أن “التاريخ لن يرحم من وقف متفرجًا أو صامتًا على قصف دولة عربية ذات سيادة”.
ووجّه كذلك رسالة قوية إلى الإدارة الأمريكية، قائلاً:
“الصداقة مع الدول العربية لا يمكن أن تستمر إذا ظلت واشنطن تسمح لإسرائيل بالاعتداء على الجميع”، في إشارة إلى ما اعتبره “ازدواجية المعايير” في السياسة الخارجية الأمريكية بالمنطقة.
سياق إقليمي متوتر
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر في المنطقة عقب الهجوم الإسرائيلي على منشآت في قطر، ما دفع جامعة الدول العربية إلى عقد قمة طارئة في الدوحة لبحث تداعيات العدوان، وسط مطالب متزايدة بتحرك عربي حازم.
وتُعتبر مواقف بنكيران من أشد المواقف السياسية حدّةً في الساحة المغربية والعربية خلال الأيام الأخيرة، وتعيد إلى الواجهة نقاش دور الأحزاب الإسلامية في الدفاع عن القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.