لاري إليسون ينتزع لقب “أغنى رجل في العالم” من إيلون ماسك

شهد مؤشر “بلومبرغ” للمليارديرات صباح الأربعاء تغييراً لافتاً في صدارة أغنى أغنياء العالم، بعد أن تمكّن لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة “أوراكل”، من تجاوز إيلون ماسك بثروة قدرت بـ393 مليار دولار، مدفوعة بقفزة قياسية في سعر سهم أوراكل خلال دقائق من افتتاح التداول.
لكن الفرحة لم تدم طويلاً، إذ تراجعت ثروة إليسون لاحقًا إلى 383 مليار دولار، ما سمح لماسك باستعادة الصدارة مؤقتًا، في مشهد يعكس حجم التقلبات اليومية في أسواق المال، خاصة في ظل التنافس المحتدم بين عمالقة التكنولوجيا.
لاري إليسون: من طالب جامعي منسحب إلى عملاق في البرمجيات
يُعرف لاري إليسون (81 عامًا) بأنه أحد أبرز رواد التكنولوجيا في العالم، حيث ترك دراسته الجامعية مبكرًا ليؤسس لاحقًا شركة “أوراكل”، التي أصبحت من أكبر شركات البرمجيات وقواعد البيانات عالميًا.
وجاء ارتفاع ثروته الأخير مدفوعًا بنتائج مالية قوية للشركة، حيث سجلت طلبات ضخمة بالمليارات بفضل النمو المتسارع في خدمات الحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ماسك يتراجع تحت ضغط “تيسلا”
في المقابل، تراجعت أسهم “تيسلا”، التي تُعد أحد أهم أصول إيلون ماسك، بنسبة 14% منذ بداية العام، وهو ما انعكس بشكل مباشر على حجم ثروته، وفق تصنيف بلومبرغ.
ومع أن ماسك، مؤسس “تيسلا” و”سبيس إكس” و”نيورالينك”، احتفظ بلقب “أغنى رجل في العالم” لأكثر من أربع سنوات متتالية، إلا أن الضغوط السوقية بدأت تُهدد موقعه، لا سيما في ظل المنافسة في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة الكهربائية.
فوربس تتمسك بوضع ماسك في الصدارة
رغم ما أظهره تصنيف “بلومبرغ”، فإن مجلة فوربس — ذات التاريخ العريق في إحصاء ثروات الأثرياء — لا تزال تعتبر إيلون ماسك الأغنى عالميًا، بثروة تقدّر بـ439 مليار دولار، مقابل 385 مليار دولار لإليسون.
ويُعزى هذا التفاوت إلى اختلاف طرق التقييم، خصوصًا في ما يتعلق بقيمة شركة “سبيس إكس” الخاصة وما تحمله من أصول غير مدرجة في البورصة، وهو ما تؤخذه فوربس بعين الاعتبار بشكل مختلف عن بلومبرغ.
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم خريطة الثروات
تؤكد هذه التقلبات في صدارة المليارديرات العالميين أن الذكاء الاصطناعي لم يعد فقط ساحة للتنافس التقني، بل أيضًا المالي، حيث تدفع الشركات التي تواكب هذه التحولات ثروات مؤسسيها إلى مستويات غير مسبوقة، في حين تتراجع ثروات أخرى في حال عدم مواكبة الاتجاهات الجديدة.
وفي وقت تتحرك فيه أسواق الأسهم بسرعة هائلة، يبدو أن لقب “أغنى رجل في العالم” بات ورقة متقلبة في يد البورصات والتكنولوجيا والتقييمات المتغيرة.