الجزائر تستضيف “إياتياف 2025” وسط توترات سياسية وصراع نفوذ إفريقي
انطلقت في الجزائر العاصمة اليوم الخميس التحضيرات للطبعة الرابعة من المعرض الإفريقي للتجارة البينية “إياتياف 2025”، في حدث اقتصادي تراهن الجزائر على جعله منصة كبرى لتعزيز التجارة البينية بالقارة، غير أن خلفياته تكشف عن محاولات لاستثمار الحدث سياسياً في الترويج لقضية الصحراء.
استقبال متباين للمشاركين
في حفل رسمي، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نظيره التشادي محمد إدريس ديبي، مع مراسم عزف الأناشيد الوطنية واستعراض الحرس الجمهوري، فيما اكتفى استقبال إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، باستقبال بروتوكولي محدود من قبل وزير التجارة الخارجية كمال رزيق.
هذا التباين يعكس بحسب المراقبين إدراك الجزائر الرسمي لضرورة التمييز بين ما هو شعارات داخلية لدعم “القضية الصحراوية”، وما يفرضه الواقع الخارجي من براغماتية في العلاقات الاقتصادية والسياسية الإفريقية.
إياتياف 2025 بالجزائر.. بين السياسة والاقتصاد
حضور زعيم البوليساريو ضمن فعاليات المعرض، على الرغم من محدودية الاستقبال، يظهر محاولة الجزائر استخدام الحدث الاقتصادي لأغراض سياسية، على حساب التركيز على فرص التعاون التجاري الإفريقي الفعلي، الذي ينتظره القطاع الاقتصادي والشعوب الإفريقية.
وفي الوقت نفسه، تحاول الجزائر إظهار انفتاحها على دول الساحل عبر دعوة الرئيس التشادي والرئيس الأسبق للنيجر محمدو إيسوفو، لكنها تواجه تحديات بعد توترات علاقاتها مع مالي والنيجر وبوركينا فاسو، بينما يواصل المغرب تعزيز نفوذه في المنطقة عبر مبادرة استراتيجية لتمكين دول الساحل من منفذ بحري على الأطلسي، ما يعكس تنافساً متزايداً بين الرباط والجزائر في إفريقيا.
تاريخ المعرض وإطاره التنظيمي
انطلقت فكرة المعرض الإفريقي للتجارة البينية IATF سنة 2018 في القاهرة، ثم عُقدت دورته الثانية بجنوب إفريقيا عام 2021، وتلتها دورة في مصر عام 2023. الدورة الرابعة التي تحتضنها الجزائر هذا العام تُقام من 4 إلى 10 شتنبر 2025، وينظمها بنك التصدير والاستيراد الإفريقي (Afreximbank) بالتنسيق مع المفوضية الإفريقية للاتحاد الأفريقي (AUC) والأمانة التابعة لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA).
