المكتب الوطني للكهرباء والماء يثير الجدل من جديد بصفقة قيمتها 3,6 ملايين درهم

لم تمر سوى أسابيع قليلة على الصفقة التي أطلقها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والمتعلقة باقتناء أثاث جديد لمقره الرئيسي بالدار البيضاء بقيمة تقارب 2,9 مليون درهم (288 مليون سنتيم)، حتى وجد المكتب نفسه مجددًا في قلب جدل جديد.
فقد أعلن مؤخرًا عن صفقة أخرى تجاوزت قيمتها 3,6 ملايين درهم (360 مليون سنتيم)، هذه المرة مخصصة لـ خدمات المواكبة في مجال الاتصال والتواصل المؤسساتي.
المكتب الوطني للكهرباء والماء.. تفاصيل الصفقة المثيرة للجدل
وبحسب دفتر التحملات الذي اطلع عليه موقع نيشان، فإن الصفقة تخص قطاع الماء وتشمل:
إعداد وتنفيذ خطط اتصال وتحسيس.
إنتاج أفلام ومضامين سمعية بصرية بأربع لغات.
حملات إذاعية ورقمية للتواصل مع المواطنين.
إدارة العلاقات مع وسائل الإعلام ومراقبة التغطيات بشكل يومي.
خطط للتواصل في حالات الأزمات مثل الانقطاعات أو ندرة المياه.
كما تتضمن الوثائق إلزام الشركة الفائزة بتوفير معدات تقنية متطورة، من بينها حواسيب عالية الأداء، مع الاستعانة بصحافيين محترفين وخبراء في المحتوى الرقمي.
انتقادات للأولويات
هذا التوجه أثار ردود فعل متباينة. مصادر متابعة لملفات الصفقات العمومية اعتبرت أن “الأولويات مختلة”، مضيفة أن المواطن المغربي ينتظر من المكتب ضمان استمرارية التزويد بالماء وتعزيز الاستثمار في البنيات التحتية، لا صرف الملايين في تحسين الصورة.
وتساءلت ذات المصادر عن جدوى صرف هذا المبلغ الكبير في حملات تواصلية، بينما ما تزال الانقطاعات وضعف الاستثمار في الشبكات يثير استياء فئات واسعة من المواطنين.
المكتب الوطني للكهرباء والماء يدافع عن اختياراته
في المقابل، دافعت مصادر من داخل المكتب عن الصفقة، معتبرة أن الظرفية الحالية تفرض مقاربة مختلفة. وأوضحت أن “التواصل لم يعد ترفًا بل أداة أساسية لمواكبة المشاريع الكبرى والتحسيس بأزمة ندرة المياه”، مؤكدة أن الاستثمار في التوعية الجماعية قد يكون بنفس أهمية الاستثمار في المعدات التقنية.
بين تحسين الصورة والاستثمار في الخدمات
بين من يرى أن الصفقة مجرد وسيلة لتحسين صورة المكتب الوطني للكهرباء والماء، وبين من يعتبرها انحرافًا عن الأولويات الحقيقية، يبقى المؤكد أن النقاش يعكس عمق التوتر بين متطلبات الاستثمار في البنية التحتية وضغط الحاجة إلى إدارة الصورة في لحظة حساسة يعيشها المغرب بسبب أزمة ندرة المياه والانقطاعات المتكررة.