بنكيران: المغرب بعد الخطاب الملكي مقبل على انطلاقة جديدة وحزب العدالة والتنمية مستعد للتفاعل بعيدًا عن منطق الانتقام

أكد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن المغرب يتجه نحو ما وصفه بـ”انطلاقة جديدة”، على ضوء الخطاب الأخير للملك محمد السادس، مشددًا على أن حزبه سيتفاعل مع هذا التوجه بروح إيجابية ومسؤولية، بعيدة عن منطق الانتقام أو تصفية الحسابات.
وفي كلمة مصورة وجهها إلى أعضاء حزبه بشأن الاستعدادات للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، قال بنكيران إنه لمس في الخطاب الملكي الأخير رغبة في ترسيخ عدالة اجتماعية أوسع، وتحسين الممارسة الديمقراطية، معتبرًا أن المرحلة المقبلة يجب أن تكون “مطبوعة بالوضوح والجدية”.
وبخصوص انتخابات 2021، اعتبر الأمين العام لحزب المصباح أن مخرجاتها كانت “فشلاً حقيقياً”، مضيفاً: “العدالة الاجتماعية التي وعدت بها الحكومة لم تتحقق، والنخب التي جاءت لم تنجح، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية نفسها أقرت بهذا التقييم، خلال لقاء جمعها بنائب الأمين العام إدريس الأزمي.
وأكد بنكيران أن حزبه “لن يتعاطى مع المرحلة المقبلة بمنطق الانتقام”، رغم ما اعتبره “استعمالًا لكل الأساليب في انتخابات 2021″، موضحًا: “لسنا بصدد استرجاع حق ضاع، بل سنؤدي واجبنا بما تقتضيه المسؤولية الوطنية”.
وفي هذا السياق، كشف أن الحزب بصدد إعداد مذكرة موجهة لوزارة الداخلية بشأن الانتخابات، تتضمن “خمس إلى عشر نقاط أساسية”، تركز على محاربة المال الانتخابي واستعمال رجال السلطة، موضحًا أن “هذه ليست مجرد لعبة انتخابية، بل صورة للوطن”.
بنكيران دعا إلى تقليص عدد مكاتب التصويت لتسهيل مراقبتها من قبل الأحزاب، قائلاً: “نحن أحزاب ولسنا دولة. لا نملك إمكانياتها ولا أموالها”،
وحث أعضاء الحزب على بدء إعداد مراقبي الانتخابات من الآن، دون انتظار يوم الاقتراع.
كما اعتبر أن العزوف الانتخابي يمثل تحديًا جوهريًا، مطالبًا أعضاء الحزب باستثمار كل يوم من الـ400 يوم المتبقية قبل الاستحقاقات، لحث المواطنين على التسجيل والمشاركة، حتى “ولو صوّتوا على من شاؤوا”، على حد قوله.
وشدد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على تمسك الحزب بـ”مرجعيته العقائدية والدينية”، معتبرًا أن هذه المرجعية ظلت حاضرة في سلوك أعضائه، الذين “لم يُتهموا في المال العام، باعتراف العدو قبل الصديق”.
كما دعا بنكيران أعضاء الحزب إلى جعل العامين المقبلين “عامين للذكر والعبادة”، معتبرًا أن الصلاة، وقراءة القرآن، وصيام النوافل، “أسلحة روحية” أساسية للاستعداد للمرحلة المقبلة، وأضاف:”حتى موسى وهارون، حين أُرسلا إلى فرعون، أوصاهما الله بذكره”.
وفي ختام كلمته، وجه بنكيران رسالة قوية إلى شبيبة الحزب، مؤكدًا أن الشبيبة ليست مجرد “تأثيث للمشهد”، بل “عماد المستقبل”. وقال: “من يعمل في صفوفها سيبرز وسيصعد. من يخدم يبرز”.
واستشهد بقول الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي: “ليس هناك نجاح أو فشل، انتصار أو هزيمة، بل شيء اسمه الواجب، وأنا قمت به قدر المستطاع”،
معتبراً أن هذه العبارة يجب أن تكون “شعار الحزب للسنة المقبلة”، خاتمًا بالقول: “علينا جميعاً أن نقوم بواجبنا… والباقي على الله”.