سابقة..ولادة طفل من جنين مجمّد منذ أكثر من 30 عامًا

في سابقة علمية عالمية، شهدت ولاية أوهايو الأميركية ولادة طفل من جنين جرى تجميده لأكثر من ثلاثة عقود، محققًا بذلك رقمًا قياسيًا في مجال الطب التناسلي وتقنيات الحفظ بالتبريد.
الطفل، الذي أُطلق عليه اسم ثاديوس بيرس، وُلد يوم 27 يوليوز 2025، بعد أن تم زرع جنين كان قد خضع للتجميد قبل 11,148 يومًا، أي ما يعادل أكثر من 30 عامًا.
وتعود قصة الجنين إلى عام 1994، عندما خضع زوجان أمريكيان لعلاج العقم بتقنية التلقيح الاصطناعي، ما أسفر عن تكوين أربعة أجنة. جرى حينها نقل أحد الأجنة إلى رحم الزوجة، ونتج عنه ميلاد طفلة سليمة، في حين تم تجميد الأجنة الثلاثة المتبقية في خزان متخصص لحفظ الأجنة.
الطفلة التي وُلدت آنذاك أصبحت اليوم امرأة في الثلاثين من عمرها، ولديها بدورها طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، بينما ظلت الأجنة الأخرى مجمدة طوال هذه العقود حتى تمت إعادة تنشيط أحدها مؤخرًا، ما أفضى إلى ولادة ثاديوس.
وتُعد ولادة ثاديوس أطول فترة زمنية يتم فيها تخزين جنين قبل الولادة، متجاوزةً الرقم القياسي السابق المسجل باسم التوأمين ليديا وتيموثي ريدجواي، اللذين وُلدا في 2022 من أجنة جُمدت لمدة 30 عامًا.
ويعتمد هذا النوع من الولادات على تقنية تُعرف بـ**”تبني الأجنة”**، تتيح للأزواج الذين يعانون من العقم الاستفادة من الأجنة المتبرع بها من عمليات تخصيب صناعي سابقة.
أشرف على العملية فريق طبي متخصص، أكد أن الإجراء كان من بين أكثر العمليات دقة، حيث تم تذويب الجنين وزرعه بنجاح داخل رحم الأم، باستخدام تقنيات حديثة للحفاظ على درجة حرارة الحفظ القصوى طوال عقود.
وقال الطبيب المشرف على الحالة: “هذه الولادة تُمثل علامة فارقة في تاريخ الطب التناسلي، وتفتح آفاقًا جديدة أمام أبحاث الخصوبة وتقنيات الحفاظ على الحياة في مراحلها الجنينية الأولى”.