غوتيريش: ما يحدث في غزة “لا مثيل له في التاريخ الحديث”

في تحذير أممي جديد يعكس خطورة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن حجم الدمار والقتل الذي تشهده غزة “لا مثيل له في التاريخ الحديث”، مؤكداً أن القطاع يواجه مجاعة وشيكة وسيناريو إنسانياً وصفه بـ”فيلم رعب”.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء 16 يوليوز، قال غوتيريش: “يكفي أن نشاهد الرعب الجاري في غزة، بمستوى من الموت والدمار غير مسبوق في التاريخ الحديث”، مشيراً إلى أن سوء التغذية يتفشى والمجاعة تطرق كل باب في القطاع المحاصر منذ شهور.
وأعرب المسؤول الأممي عن قلقه العميق من الانهيار الكامل لما تبقى من منظومة الإغاثة الإنسانية، قائلاً:
“نشهد حالياً الرمق الأخير لنظام إنساني مبني على المبادئ. لقد حُرم هذا النظام من ظروف العمل، ومن المساحة اللازمة لتقديم المساعدات، ومن الأمان المطلوب لإنقاذ الأرواح”.
وأكد غوتيريش أن استمرار الحصار وتقييد وصول المساعدات وغياب الضمانات الأمنية يجعل من المستحيل على وكالات الإغاثة الدولية تأدية مهامها، محذّراً من أن العالم يقف أمام “فشل جماعي مدوٍّ” في حماية المدنيين وضمان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.
ويأتي هذا التصعيد في لهجة الخطاب الأممي في وقت تتواصل فيه العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة منذ أكثر من 9 أشهر، وسط تحذيرات متكررة من وكالات أممية ومنظمات حقوقية دولية بشأن تداعيات كارثية محتملة على المدنيين، خاصة في ظل انهيار المنظومة الصحية، ونفاد الإمدادات الغذائية والدوائية، واستمرار استهداف المناطق السكنية المكتظة.
وكان غوتيريش قد دعا مراراً إلى وقف إطلاق نار فوري، وفتح ممرات إنسانية آمنة، والسماح بدخول المساعدات دون عوائق، مطالباً المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليته إزاء ما وصفه بـ”الانهيار الأخلاقي”.