تبون يخفّف لهجته تجاه المغرب ويتجنب التصعيد حول الصحراء

في خروج إعلامي حمل لهجة مغايرة لما اعتاده المتابعون، خفّف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من حدّة تصريحاته المعتادة بشأن المغرب، خاصة في ما يتعلق بملف الصحراء المغربية. فخلال لقاء تلفزيوني بُثّ مساء الجمعة، اكتفى تبون بتكرار الموقف التقليدي للجزائر الداعم لجبهة البوليساريو، دون أي تصعيد لغوي أو تعليق على التطورات المتسارعة على الساحة الدولية.
وقال تبون في تصريحه: “الجزائر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية ولا عن الصحراء الغربية، ولو لإرضاء أي طرف كان.” ورغم أن العبارة تعكس تمسك الجزائر بمواقفها الثابتة، إلا أن نبرة الخطاب بدت أكثر هدوءاً مما عُهد عنه، خصوصاً أنه لم يتطرق إلى مستجدات محورية، مثل الدعم البريطاني الأخير لمقترح الحكم الذاتي المغربي، أو التصريح اللافت للرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، الذي اعتبر المبادرة المغربية “الحل الواقعي” لإنهاء النزاع.
هذا التغيّر المفاجئ في نبرة تبون يطرح تساؤلات حول خلفياته السياسية: هل هو انعكاس لتحول استراتيجي تفرضه ضغوط داخلية أو خارجية؟ أم أنه مجرد محاولة تهدئة ظرفية تسبق مواجهة دبلوماسية جديدة في ظل ما تشهده الساحة الدولية من تحولات متسارعة بشأن ملف الصحراء؟
ويرى مراقبون أن هذا التبدل، حتى وإن بدا مؤقتاً، قد يعكس سعي الجزائر إلى تجنّب مزيد من العزلة الإقليمية والدولية، خاصة بعد تزايد التأييد العالمي لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، سواء من دول أوروبية مؤثرة أو من عواصم إفريقية كانت في السابق محسوبة على المحور الجزائري-الجنوب إفريقي.
وفي الوقت الذي تبقي فيه الجزائر على موقفها الرسمي الداعم للبوليساريو، فإن هذا التراجع الواضح في حدة الخطاب قد يكون مؤشراً على مراجعة في النهج الدبلوماسي، أو على الأقل، على مرحلة من الترقب والحذر في ظل التوازنات الجديدة بالمنطقة.