ظاهرة النينيا 2025: هل نحن أمام تبريد مفاجئ لكوكب الأرض؟

المصدر : جريدة أنا الخبر بقلم أحمد الحبوسي – صحفي مهني مهتم بالأحوال الجوية.
رغم موجات الحر القياسية التي تضرب مناطق واسعة من العالم، تشير أحدث البيانات المناخية إلى بداية انخفاض تدريجي في متوسط حرارة الأرض. المفاجأة تأتي من عودة ظاهرة النينيا المناخية، بقوة غير متوقعة، ما يطرح احتمالًا مثيرًا: هل الأرض مقبلة على فترة تبريد مؤقت؟
🔍 ما هي ظاهرة النينيا؟
النينيا (La Niña) هي ظاهرة مناخية طبيعية تحدث عندما تنخفض حرارة المياه في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ، مسببة تغيرات جوية كبيرة حول العالم. وتُعتبر النقيض المباشر لظاهرة النينو (El Niño)، التي تتسم بارتفاع حرارة المياه.
في العادة، تُسهم النينيا في خفض درجات حرارة الأرض عالميًا، وتؤثر على أنماط الأمطار، الرياح، وحرائق الغابات، مع نتائج متباينة بين القارات.
📉 النينيا 2025: عودة غير متوقعة وتغير في النمط المناخي
في تقريرها الصادر يوم 4 يوليو 2025، أكدت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA) أن النينيا عادت بشكل مفاجئ، بعد فترة من الحياد المناخي. وتشير التقديرات الأولية إلى أن متوسط درجة حرارة الأرض انخفض قليلاً خلال يونيو، وهي أول مرة يُرصد فيها هذا الاتجاه منذ بداية 2023
تناقض حراري: موجات حر محلية وتبريد عالمي؟
في حين تسجل دول في جنوب أوروبا، المغرب، والولايات المتحدة درجات حرارة قياسية خلال يوليو، تحذر وكالات الأرصاد الجوية الأوروبية من قراءة هذه المؤشرات بشكل منعزل.
فالحرارة المحلية لا تعكس بالضرورة اتجاه المناخ العالمي. تُظهر صور الأقمار الصناعية من برنامج Copernicus الأوروبي وجود منخفضات جوية باردة غير موسمية تتوغل جنوبًا، حتى وصلت إلى مناطق البحر المتوسط، وهي ظاهرة نادرة في عز الصيف.
🔗 تقرير Copernicus – مناخ يونيو 2025
🧠 تحليل علمي: هل الأرض مقبلة على تبريد؟
يرى الدكتور ريكاردو هيريرا، الباحث في علوم المناخ بجامعة كولومبيا، أن تأثير النينيا “قد يؤدي إلى تباطؤ قصير في الاحترار العالمي، لكنه لا يغيّر من الاتجاه العام طويل المدى.”
وأضاف: “إنها ظاهرة دورية، لكنها تصبح مثيرة للاهتمام عندما تأتي قوية وغير متوقعة كما هو الحال في 2025.”
🔗 قراءة معمقة من معهد IRI – جامعة كولومبيا
📆 هل نحن أمام موسم استثنائي؟
إذا استمرت الظاهرة في الهيمنة خلال النصف الثاني من العام، فقد نشهد:
موجات برد مبكرة في أوروبا وشمال آسيا
تغير أنماط الأمطار في أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا
صعوبات زراعية بسبب الجفاف أو الفيضانات غير المعتادة
ووفقًا لتوقعات المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية ECMWF، فإن موسم الخريف المقبل قد يشهد تزايدًا في الحالات المناخية القصوى.
ظاهرة النينيا في 2025 تُعيد رسم معالم الطقس العالمي، وتثير الجدل العلمي من جديد حول مستقبل التغير المناخي. وبين مؤشرات التبريد المفاجئ، وتناقض الظواهر المناخية على الأرض، يبدو أننا مقبلون على موسم مثير وغير مألوف.