اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

المغرب يعزز ترسانته الجوية ببناء درع دفاعي متعدد الطبقات!

في إطار استراتيجيته الطموحة لتطوير قدراته الدفاعية الجوية، يخطو المغرب خطوات حاسمة نحو اقتناء نظام الدفاع الجوي الأمريكي المتطور “باتريوت”، وهو ما يمثل نقلة نوعية في مسار تحديث منظومته العسكرية وتعزيز جاهزيته لمواجهة التهديدات الجوية المعاصرة، وعلى رأسها الصواريخ الباليستية.

من المشاورات إلى التقييم العملي
هذا التوجه لم يعد مجرد اهتمام مبدئي، بل انتقل إلى مرحلة أكثر جدية وواقعية، تجلّت من خلال زيارة ميدانية قام بها وفد من القوات المسلحة الملكية إلى قاعدة عسكرية أمريكية في ألمانيا، حيث شارك الوفد في جلسة عمل تقنية متخصصة، خُصّصت لاستعراض قدرات نظام “باتريوت” بتفاصيله التشغيلية والتكتيكية.

ووفق ما أوردته صحيفة “لاراثون” الإسبانية، فإن المغرب لم يكتفِ بمراقبة السوق الدفاعي العالمي، بل يعمل على تشيد درع جوي شامل ومتعدد الطبقات، يجمع بين تقنيات متنوعة المصدر، ما بين الولايات المتحدة والصين وإسرائيل، في رؤية متكاملة تهدف إلى تأمين الأجواء المغربية ضد أي تهديد محتمل.

اهتمام خاص بنسخ متقدمة من “باتريوت”
وأفادت الصحيفة بأن المغرب يُولي اهتمامًا خاصًا بنسختي “PAC-3 MSE” و“PAC-2 GEM-T” من منظومة باتريوت، لما تتميزان به من قدرات عالية في اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المعادية بدقة وفعالية كبيرة، ما سيُمكن الجيش المغربي من سدّ الثغرات الموجودة في طبقة الدفاع الجوي بعيدة المدى، وبالتالي رفع الجهوزية الاستراتيجية للبلاد في وجه أي تهديد جوي متقدم.

منظومة دفاعية متكاملة ومتعددة المصادر
خطوة المغرب نحو اقتناء “باتريوت” تأتي في سياق جهود مستمرة لتحديث الترسانة العسكرية، حيث سبق أن أبرم في السنوات الأخيرة صفقات نوعية مع عدد من الشركاء الدوليين، من بينهم:

الصين: التي زوّدته بمنظومة الدفاع الجوي FD-2000B

إسرائيل: التي وقّع معها اتفاقيات تعاون عسكري شملت منظومات مثل Barak MX

والآن الولايات المتحدة: التي تُمثل تكنولوجيا “باتريوت” إحدى أبرز تقنياتها الدفاعية في هذا المجال

نحو هندسة دفاع جوي ذكي ومتعدد الطبقات
يرى خبراء أن هذا التنويع في مصادر التسلح ليس عشوائيًا، بل يأتي ضمن هندسة دفاع جوي ذكي، حيث تُوزّع الأدوار بين أنظمة قصيرة، متوسطة، وبعيدة المدى، بشكل يسمح بالتصدي الفوري والمتكامل لمختلف أنواع التهديدات الجوية، من الطائرات المُسيّرة والصواريخ الموجّهة، إلى الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.

بهذا المسار المتدرج والواضح، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كقوة إقليمية صاعدة في مجال الدفاع، مستندًا إلى رؤية استراتيجية واضحة، واستثمارات مدروسة في منظومات متطورة تواكب تعقيدات وتحديات الساحة الجيوسياسية الحالية.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button