فضيحة… وزير أول جزائري يتودد لسانشيز بعد تهديدات سابقة !

في مشهد مثير للجدل، ظهر الوزير الأول الجزائري نذير العرباوي في مقطع فيديو متداول على نطاق واسع، وهو يُلحّ على رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز من أجل القيام بزيارة رسمية إلى الجزائر، في خطوة فسّرها متابعون على أنها محاولة لفتح صفحة جديدة بعد سنوات من التوتر بين البلدين، بسبب الموقف الإسباني المؤيد لمغربية الصحراء.
وخلال حديثه مع سانشيز، بدا العرباوي وكأنه يحمل رسالة استرضاء باسم الرئيس عبد المجيد تبون، حيث أكد أن الجزائر “تتطلع لتعزيز العلاقات الثنائية”، مضيفًا أن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية “تُعد رغبة رئاسية صريحة”. هذا المشهد يأتي بعدما كان النظام الجزائري يهدد مدريد علنًا بـ”عقوبات اقتصادية” ويهدد بإعادة النظر في العلاقات معها بسبب دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل النزاع حول الصحراء.
من العداء إلى التودد.. الجزائر تغيّر لهجتها
العلاقات بين الجزائر وإسبانيا شهدت تصعيدًا حادًا منذ عام 2021، حين أعلنت الجزائر تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع مدريد، وذلك احتجاجًا على إعلان الحكومة الإسبانية دعمها العلني للمقترح المغربي القاضي بالحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.
وفي عام 2022، تصاعدت الأزمة بشكل أكبر، بعدما وصف المسؤولون الجزائريون الموقف الإسباني بأنه “طعنة في الظهر”، وبدأت حملة إعلامية جزائرية تتوعد بإجراءات عقابية ضد المصالح الاقتصادية الإسبانية، خصوصًا في قطاع الطاقة والغاز، الذي كانت الجزائر تعتبره ورقة ضغط قوية على مدريد.
غير أن هذه التهديدات لم تُجدِ نفعًا، حيث تمسكت إسبانيا بموقفها الجديد، معتبرة أن مخطط الحكم الذاتي المغربي هو الأكثر واقعية ونجاعة لحل النزاع المستمر منذ عقود، مما أدى إلى دخول العلاقات في حالة جمود دبلوماسي واقتصادي غير مسبوق.
حسابات المصالح تُعيد ترتيب الأوراق
وأمام فشل الضغوط السياسية والاقتصادية في تغيير موقف الحكومة الإسبانية، يبدو أن الجزائر تُعيد الآن ترتيب أوراقها وتبحث عن سُبل لاستعادة علاقات طبيعية مع مدريد، عبر مد جسور التعاون الاقتصادي وإظهار الانفتاح، على أمل التأثير في المستقبل على مواقفها من ملف الصحراء.
ويُجمع مراقبون على أن النظام الجزائري بات أكثر إدراكًا بأن العزلة الدبلوماسية التي يفرضها على نفسه بسبب تشبثه بمواقف متصلبة، لم تعد تؤتي ثمارها، خصوصًا مع توسع قاعدة الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، ومع تزايد الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على صحرائه.
في المقابل، تواصل إسبانيا بناء شراكات استراتيجية جديدة مع المغرب في مختلف المجالات، مما يزيد من تعميق الشرخ بينها وبين الجزائر، ويضع الأخيرة أمام واقع جديد قد لا تملك فيه سوى خيار التراجع الهادئ ومحاولة التهدئة.