تحذير للأمهات.. مادة “سامة” في مياه الصنبور تهدد صحة الأجنة
نصح خبراء في الصحة البيئية النساء الحوامل بضرورة استخدام فلاتر لتنقية المياه، وذلك في أعقاب دراسة أمريكية حديثة كشفت أن مستويات مادة الزرنيخ الموجودة في شبكات المياه العامة، حتى ضمن الحد المسموح به رسمياً، قد تؤثر سلباً على صحة الأجنة وتزيد من خطر الولادة المبكرة وانخفاض وزن المواليد.
وقد قاد هذه الدراسة الهامة باحثون من جامعة كولومبيا، ونُشرت نتائجها المقلقة الأسبوع الماضي في الدورية الطبية المرموقة “JAMA Network”. وشملت الدراسة متابعة ما يقارب 14 ألف حالة حمل في 35 موقعاً مختلفاً.
الحدود “الآمنة” ليست آمنة كفاية
المفاجأة التي كشفتها الدراسة هي أن هذا التأثير السلبي على الأجنة قد حدث حتى عند مستويات تركيز الزرنيخ التي تعتبرها وكالة حماية البيئة الأمريكية “آمنة” (أقل من 10 ميكروغرام للتر الواحد)، وهو الحد القانوني المعتمد في الولايات المتحدة منذ عام 2001 والذي لم تتم مراجعته حتى الآن.
ما هو الزرنيخ وما هي خطورته؟
الزرنيخ هو عنصر كيميائي طبيعي يوجد في التربة والصخور والمياه الجوفية، ويمكن أن يتسرب بسهولة إلى شبكات المياه العامة، خصوصاً في المناطق التي تعتمد على مياه الآبار. ووفقاً لتقرير صادر عن مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC)، فإن الزرنيخ يُعد مادة مسرطنة معروفة، وقد تم ربطه بتسببه في سرطانات المثانة، والكلى، والرئة، والجلد، بالإضافة إلى تأثيراته الضارة على القلب والجهاز العصبي.
دعوة لمراجعة المعايير
وفي تعليقها على نتائج الدراسة، شددت الدكتورة ناتالي إكسوم، من جامعة جونز هوبكنز، على أن هذه النتائج مقلقة للغاية، معتبرة أن الوضع الحالي ومعايير السلامة المعتمدة لا توفر الحماية الكافية لصحة الأمهات والأطفال.
وتخلص الدراسة إلى ضرورة إعادة النظر في الحدود المسموح بها لمادة الزرنيخ في مياه الشرب، وفي انتظار ذلك، يبقى استخدام فلاتر المياه المنزلية حلاً وقائياً ضرورياً للنساء الحوامل لتقليل تعرضهن وأجنتهن لهذه المادة الخطرة.
