يمثل الفتق حالة طبية خطيرة يجب دائماً فحصها من قبل طبيب في أسرع وقت ممكن، نظراً لأنه حتى لو لم يكن مؤلماً في بدايته، فإنه قد يصبح خطيراً بشكل مفاجئ ومهدداً للحياة.
ما هو الفتق وما هي أسبابه؟
أوضح موقع “أبونيت.دي”، البوابة الرسمية للصيادلة الألمان، أن الفتق هو عبارة عن فجوة أو ضعف في جدار البطن، تبرز من خلالها الأمعاء أو أجزاء من الأنسجة الداخلية. ويحدث هذا البروز عادة عندما يزداد الضغط داخل تجويف البطن، كما هو الحال أثناء ممارسة الأنشطة الشاقة، أو رفع الأشياء الثقيلة، أو حتى عند السعال أو العطس أو الضحك بشدة.
وفي بعض الأحيان، قد يلاحظ الشخص أن الفتق يختفي ويعود إلى مكانه عندما ينخفض الضغط، لكن الخبراء يؤكدون على ضرورة أخذ هذا الفتق “المختفي” على محمل الجد، تماماً مثل الفتق المرئي بشكل دائم.
ما هي أبرز أنواع الفتق؟
هناك أنواع عديدة ومختلفة من الفتق، حيث يولد بعض الأشخاص به، بينما يصاب به آخرون مع مرور الوقت.
الفتق الإربي: يحدث في منطقة الأربية (أعلى الفخذ)، وهي تمثل نقطة ضعف طبيعية في الجسم. ويُعد هذا النوع أكثر شيوعاً لدى الرجال، لوجود فتحة صغيرة في عضلات هذه المنطقة تمر من خلالها الأوعية الدموية التي تغذي الخصيتين.
الفتق السري: هو النوع الأكثر شيوعاً عند الولادة، لكن معظم هذه الحالات تلتئم تلقائياً في سن الرابعة أو الخامسة. وإذا استمر الفتق، فقد لا يُلاحظ إلا في وقت لاحق من العمر، على سبيل المثال لدى النساء أثناء فترة الحمل، حيث يظهر على شكل بروز في منطقة السرة.
الأعراض والخطر الحقيقي
يمكن أن يسبب الفتق أعراضاً مختلفة مثل الإمساك والغثيان والقيء. لكن الخطر الأكبر يحدث عندما “ينحشر” النسيج البارز في الفجوة، مما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم إليه. وفي هذه الحالة، التي تُعرف بـ”الفتق المختنق”، يبدأ النسيج المحتجز في إطلاق مواد التهابية، وقد يسبب تسمماً دموياً يهدد الحياة (إنتان الدم)، مما يجعلها حالة طبية طارئة تتطلب تدخلاً جراحياً فورياً.
العلاج والتعافي
يُعالج الفتق دائماً عن طريق الجراحة، والتي غالباً ما تتم اليوم بتقنية تنظير البطن بأقل تدخل جراحي ممكن. وعادةً ما يمكن للمريض ممارسة أنشطته اليومية الخفيفة في غضون أيام قليلة بعد العملية. ومع ذلك، يجب عليه تجنب ممارسة الرياضة الشاقة ورفع الأشياء الثقيلة لعدة أسابيع لضمان الشفاء التام وتجنب عودة الفتق مرة أخرى.
