المغرب يشدّ الخناق على مافيات المخدرات:أطنان من الشيرا تُفكك شبكة دولية

وجّهت السلطات المغربية ضربة جديدة وموجعة لشبكات تهريب المخدرات الدولية، بعد إحباط عملية تهريب ضخمة كانت تستهدف السوق الأوروبية، وذلك في إطار حرب مفتوحة يقودها المغرب ضد مافيات الاتجار الدولي بالمخدرات.
فقد أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني عن إحباط محاولة تهريب أزيد من 7 أطنان من مخدر الشيرا، كانت مخبّأة بإحكام داخل مقطورة شاحنة للنقل الدولي للبضائع، وذلك في ميناء طنجة المتوسط، مساء يوم الإثنين.
وأكد بلاغ أمني أن عمليات المراقبة الحدودية المشتركة بين مصالح الشرطة والجمارك، أسفرت عن حجز 7 أطنان و50 كيلوغرامًا من القنب الهندي، كانت موجهة للتصدير إلى إحدى الدول الأوروبية، مشيرة إلى أن الشاحنة كانت مسجّلة بالمغرب، ويقودها مواطن مغربي يبلغ من العمر 42 سنة، تم إخضاعه لبحث قضائي بتعليمات من النيابة العامة المختصة.
ويُعتبر هذا الإنجاز امتدادًا لسلسلة من العمليات الاستباقية الناجحة التي عززت الثقة الدولية في قدرات المغرب على مواجهة التهديدات المرتبطة بالجريمة المنظمة، لا سيما في ظل موقعه الجغرافي الاستراتيجي كبوابة بين إفريقيا وأوروبا.
ويرى خبراء أمنيون أن المغرب يوجد في قلب “مثلث المخدرات الدولي” إلى جانب دول من أمريكا اللاتينية وآسيا، ما يجعله هدفًا دائمًا لشبكات التهريب العابرة للحدود، وبالتالي فإن تطوير آليات المراقبة واليقظة الأمنية بات أولوية استراتيجية للمملكة.
وفي سياق متصل، وضمن جهود التعاون الدولي، احتضنت العاصمة الرباط يومي 19 و20 يونيو ندوة قضائية رفيعة المستوى حول مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، بمشاركة قضاة ومدّعين عامين من المغرب وفرنسا، وبحضور ممثلين من دول إفريقية شريكة كالسنيغال وساحل العاج وموريتانيا وغينيا والغابون.
وتم تنظيم هذه الندوة من طرف المجلس الأعلى للسلطة القضائية بشراكة مع وزارة العدل الفرنسية، في إطار ما وصفه بيان مشترك بـ”الشراكة الاستثنائية” بين المغرب وفرنسا، تحت رعاية مباشرة من العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأكد البيان أن مكافحة الجريمة المنظمة، بجميع أشكالها، أصبحت تحديًا دوليًا يرتبط بالسيادة الوطنية، والأمن الاقتصادي والاجتماعي، وحتى البيئي. كما شدّد المشاركون على أهمية تعزيز آليات التعاون القضائي، وتبادل الخبرات، وبناء حلول مشتركة لمواجهة ظواهر تهريب المخدرات وغسيل الأموال وتهريب الأصول.
ويُنتظر أن تُسفر هذه المبادرات عن خلق منظومة إقليمية أكثر صرامة في تتبع وتتفيك الشبكات الإجرامية، خصوصًا تلك التي تتخذ من المسارات الإفريقية بوابات لتهريب المخدرات نحو أوروبا، أو تعيد توجيه أرباحها نحو أنشطة موازية تمس الأمن والاستقرار.