اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

االجزائر تنفذ مناورات عسكرية قرب حدود المغرب تزامنا مع الحرب الإيرانية

في ظل التصعيد العسكري المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، اختارت الجزائر توقيتًا حساسًا لتنفيذ تمرين عسكري ضخم بالذخيرة الحية بالقرب من حدودها الغربية المحاذية للمغرب، مما أثار موجة من التحليلات والتساؤلات حول خلفيات العملية وأبعادها الجيوسياسية.

وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان رسمي، أن “الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع، أشرف على تنفيذ التمرين التكتيكي الموسوم بـ”صمود 2025″ بالذخيرة الحية”، والذي جرى داخل نطاق الناحية العسكرية الثانية، وتحديدًا في المنطقة الغربية التي تضم مقرها الرئيسي في وهران، القريبة جغرافيًا من الحدود المغربية.

💣 رمزية المكان وتوقيت الرسالة
اختيار موقع التمرين ومزامنته مع توترات إقليمية، لاسيما في الشرق الأوسط، لم يكن اعتباطيًا بحسب عدد من المراقبين، الذين يرون في العملية رسالة مشفرة موجهة بالأساس إلى المغرب. فالمناورات جاءت بعد أيام من موجة تصعيد في المنطقة ووسط ديناميات جيوسياسية متقلبة، حيث تشهد العلاقات المغربية الجزائرية توتراً مستمراً، على خلفية قضايا إقليمية وأمنية معقدة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه العالم العربي حالة من الغليان السياسي والعسكري، ما يجعل المناورات الجزائرية محط اهتمام خاص في ظل مخاوف من استغلال التوترات الإقليمية لتبرير التحركات العسكرية داخليًا وخارجيًا.

🧭 تحليل استراتيجي: استعراض قوة أم تغطية على هشاشة الداخل؟
وفي هذا السياق، سلط تقرير حديث صادر عن مؤسسة GIS المتخصصة في التوقعات الجيوسياسية والاقتصادية، ومقرها ليختنشتاين، الضوء على الخلفيات الحقيقية لهذه المناورة. واعتبر التقرير أن وتيرة التسلح المتسارعة التي تعتمدها الجزائر ليست فقط لمواجهة المغرب أو تعزيز النفوذ الإقليمي، بل تهدف في العمق إلى احتواء التململ الداخلي وامتصاص الإحباط الشعبي الناتج عن تدهور الوضع الاقتصادي.

وأكد التقرير أن الحكومة الجزائرية تستخدم “استراتيجية الردع” لبعث رسائل داخلية مفادها أن السلطة ما تزال ممسكة بزمام الأمور، خصوصًا وسط مؤشرات اقتصادية مقلقة، من أبرزها ارتفاع معدلات البطالة إلى ما يفوق 10%، وركود اقتصادي واضح رغم الطفرة المؤقتة في عائدات الطاقة.

💰 إنفاق عسكري ضخم في بيئة اقتصادية هشة
بحسب أرقام معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، احتلت الجزائر المرتبة 19 عالميًا من حيث الإنفاق العسكري في عام 2023، بميزانية دفاعية بلغت 25 مليار دولار، ما يجعلها الدولة الأكثر إنفاقًا على التسلح في إفريقيا، والثالثة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد السعودية وإسرائيل.

ويصف التقرير هذا الرقم بأنه إنجاز دعائي للسلطة الجزائرية أكثر مما هو مؤشر حقيقي على القدرة الدفاعية المستدامة، إذ يُنظر إليه داخليًا كوسيلة لتغذية خطاب “السيادة الوطنية” و”مواجهة الأعداء الخارجيين”، في ظل أزمة ثقة متفاقمة بين الدولة والمجتمع.

🔎 قراءة في أبعاد المناورة
مناورة “صمود 2025” ليست حدثًا عسكريًا معزولًا، بل جزء من استراتيجية موجهة للتأثير على التوازنات الإقليمية والتغطية على تحديات الداخل، وفق تحليلات العديد من مراكز البحث. وفي حين تبرر الجزائر هذه التحركات بأنها لضمان الجاهزية الدفاعية، فإنها تحمل رسائل واضحة إلى الرباط والعواصم الكبرى، في وقت تتصاعد فيه الاستقطابات الإقليمية على أكثر من جبهة.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button