المغرب يُفعّل “درع الأفاعي” في مقاتلات F-16

في تطور نوعي يُكرّس صعود المغرب كقوة إقليمية في المجال الدفاعي، انضمّت المملكة رسميًا إلى نخبة الدول التي قامت بتحديث المقاتلات من طراز F-16 عبر تزويدها بنظام الحرب الإلكترونية المتقدم ALQ-254 “Viper Shield”، المعروف باسم “درع الأفاعي”.
وأعلنت شركة L3Harris Space & Airborne Systems الأمريكية، المتخصصة في أنظمة الدفاع والفضاء، أن المغرب يُعد من بين ست دول فقط عالميًا—إلى جانب البحرين، الأردن، تايوان، سلوفاكيا وبلغاريا—التي طلبت حتى الآن 168 وحدة من نظام Viper Shield، في مؤشر واضح على حرص المملكة على مواكبة الجيل الجديد من تقنيات الحرب الإلكترونية.
ما هو “Viper Shield”؟ ولماذا يُعد تحوّلاً استراتيجياً؟
“Viper Shield” هو نظام متطور للحرب الإلكترونية يُعتمد في طائرات F-16V Block 70/72، ويعمل من خلال وحدتين رئيسيتين:
جهاز استقبال إنذار راداري (Radar Warning Receiver): يرصد إشارات الرادار المعادية عبر طيف واسع من الترددات، مما يسمح بكشف التهديدات بشكل مبكر.
نظام إجراءات مضادة إلكترونية (Electronic Countermeasures): يُفعّل تقنيات تشويش متقدمة لتعطيل الإشارات الموجهة نحو المقاتلة، مانحًا الطيارين غطاء حماية ذاتية في المهام عالية الخطورة.
هذا النظام لا يوفّر فقط الحماية، بل يعزّز قدرة المقاتلات على العمل في بيئات قتالية متقدمة دون التضحية بخفة الحركة أو الأداء القتالي، وهو ما وصفه ترافيس روهل، مدير التطوير الدولي في L3Harris، بأنه “درع حاسم للطائرات في المعركة الحديثة”.
ما يميز النظام الجديد أيضًا هو أن النسخة ALQ-254V(2) تأتي قابلة للتركيب الخارجي، مما يتيح دمجها في المقاتلات العاملة فعليًا دون الحاجة إلى تعديل جذري في البنية الداخلية للطائرة. وهذه الميزة تمنح المغرب مرونة تشغيلية كبيرة، إذ يمكن نقل النظام بسهولة بين الطائرات المختلفة داخل الأسطول الواحد.
كما أشارت الشركة المصنعة إلى أن المغرب مرشح قوي للاستفادة من التحديثات المرتقبة، في إطار ما أسمته بـ”سوق جديدة بالكامل” لتطوير قدرات F-16 في العالم.
المقاتلات إف 16.. نحو منظومة جوية متكاملة
خطوة المغرب نحو اعتماد نظام “Viper Shield” تأتي في سياق خطة شاملة لتحديث قدراته الجوية، وتعزيز تكامله مع المنظومات الغربية الأكثر تقدمًا، في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات جيواستراتيجية متسارعة.
ويمتلك المغرب أحد أقوى أساطيل F-16 في إفريقيا والمنطقة، حيث يجري العمل على تحديثها إلى النسخة Viper الأحدث عالميًا، وهو ما يُترجم التزام المملكة بالحفاظ على تفوقها التكنولوجي الجوي.
قراءة استراتيجية
بانضمامه إلى نادي “درع الأفاعي”، لا يعزز المغرب فقط قدراته الدفاعية في الجو، بل يُرسل أيضًا رسالة واضحة مفادها أنه شريك استراتيجي يُراهن عليه في الأمن الإقليمي والدولي، مستفيدًا من علاقاته العسكرية الممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، ومن موقعه الجغرافي الحيوي بين أوروبا وإفريقيا.