أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية بالمغرب عن اقتراب موجة حرّ شديدة من اجتياح عدد من مناطق المملكة، بداية من يوم الإثنين وإلى غاية الخميس المقبل، نتيجة تأثر الأجواء الوطنية بامتداد منخفض حراري قادم من الجنوب الصحراوي نحو وسط وجنوب البلاد.
وفي هذا السياق، أوضح الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بالمديرية، في تصريح إعلامي، أن هذه الموجة تنجم عن ظاهرة جوية معروفة محليًا باسم “الشركي”، والتي تتميز بتدفق كتل هوائية حارة وجافة من عمق الصحراء نحو الداخل، متسببة في ارتفاع ملموس في درجات الحرارة، قد يفوق المعدلات الموسمية بما يتراوح بين 5 و12 درجة مئوية.
وأشار يوعابد إلى أن هذا الارتفاع سيكون أكثر حدة في المناطق الداخلية، التي لا تستفيد من تأثير المحيط الأطلسي المعتدل، ما يجعلها عرضة لحرارة مفرطة، خاصة مع تأثير رياح “الفون”، وهي رياح ساخنة وجافة تزداد سخونة عند هبوطها من الجبال بعد فقدانها للرطوبة، ما يفاقم الشعور بالحرارة في السهول.
وستكون المناطق الجنوبية، وسوس، وتادلة، وسايس، والمنطقة الشرقية، ووادي ملوية، إضافة إلى الجنوب الشرقي، من بين المناطق الأكثر تضررًا من هذه الموجة، حسب نفس المصدر، حيث يُنتظر أن تتراوح درجات الحرارة القصوى ما بين 38 و45 درجة مئوية في كل من الهضاب الشرقية، وسايس، وجنوب الريف، والسهول الغربية للأطلس الكبير، وسوس، والداخل الجنوبي.
أما المناطق الساحلية، فستشهد درجات حرارة أقل حدة، ستتراوح ما بين 24 و30 درجة مئوية، بفضل تأثير البحر الذي يساهم في تلطيف الأجواء.
ورغم أن ظاهرة “الشركي” تُعد موسمية وتتزامن عادة مع بداية الانتقال إلى فصل الصيف، إلا أن الحسين يوعابد نبّه إلى أن تواترها وشدّتها باتا يثيران القلق، خاصة في ظل تسارع مظاهر التغير المناخي، والذي أصبح ينعكس على تواتر موجات الحرّ المتطرفة. وذكّر في هذا السياق بسجلّ درجات الحرارة القياسية التي شهدتها المملكة خلال السنوات الأخيرة، من أبرزها ما سُجل بمدينة أكادير في غشت 2023، حين بلغت الحرارة 50.4 درجة مئوية، في واحدة من أعلى القياسات المسجلة تاريخيًا بالمغرب.
ويُنتظر أن تتابع السلطات المحلية والمصالح المختصة تطورات هذه الموجة عن كثب، مع توجيه التحذيرات والإرشادات اللازمة للمواطنين، خاصة الفئات الهشة، من أجل التعامل مع الحرارة المرتفعة واتخاذ الاحتياطات الضرورية لتجنب الأخطار الصحية المرتبطة بها.
