تُعد القهوة من أكثر المشروبات استهلاكًا حول العالم، ليس فقط لمذاقها الغني، بل لما تحتويه من مادة الكافيين، التي تُعرف بتأثيرها المنشط على الدماغ والجسم. لكن ما لا يعلمه كثيرون هو أن توقيت شرب القهوة يلعب دورًا كبيرًا في مدى استفادة الجسم منها، بل وقد يحدد إن كانت مفيدة أو مضرة.
في هذا المقال، نكتشف معًا متى يكون أفضل وقت لشرب القهوة بناءً على إيقاع الجسم البيولوجي، وما هي الآثار الصحية المرتبطة بالتوقيت.
التوقيت البيولوجي والهرموني: دور “الكورتيزول”
يعمل الجسم وفق ساعة داخلية تُعرف باسم الإيقاع اليوماوي (Circadian Rhythm)، والذي ينظم العديد من الوظائف البيولوجية، من بينها إفراز الهرمونات.
أحد أهم هذه الهرمونات هو الكورتيزول، المعروف بهرمون اليقظة أو التوتر، والذي يرتفع طبيعيًا في الصباح الباكر لمساعدتنا على الاستيقاظ والشعور بالانتباه.
ذروة الكورتيزول تكون عادة بين الساعة 8:00 و9:00 صباحًا.
في هذا التوقيت، يكون الجسم نشطًا بطبيعته، لذا فإن شرب القهوة خلال هذه الفترة لا يقدم فائدة كبيرة، بل قد يؤدي إلى اعتياد الجسم على الكافيين بدلاً من استخدام آلياته الطبيعية للاستيقاظ.
ما هو أفضل توقيت لشرب القهوة؟
بناءً على ما سبق، فإن أفضل الأوقات لشرب القهوة هي:
بين 9:30 و11:30 صباحًا
✅ في هذا الوقت، يبدأ هرمون الكورتيزول في الانخفاض، ويكون الكافيين أكثر فعالية في تعزيز التركيز والانتباه.
بين 1:30 و3:00 مساءً
✅ بعد وجبة الغداء، يشعر الكثيرون بالخمول، وهنا يأتي الكافيين ليساعد في استعادة النشاط، لكن دون التأثير على النوم الليلي إن شُرب بكميات معتدلة.
قبل التمارين الرياضية بـ30-60 دقيقة
✅ الكافيين يساعد في تحسين الأداء البدني والقدرة على التحمل، بشرط ألا يكون قرب وقت النوم.
متى يُنصح بتجنب القهوة؟
قبل النوم بـ6 إلى 8 ساعات
الكافيين يظل نشطًا في الجسم لفترة طويلة (من 4 إلى 8 ساعات)، لذا قد يؤدي تناوله في المساء إلى الأرق أو تشتت النوم.
فور الاستيقاظ مباشرةً
كما ذكرنا، الجسم يكون في حالة يقظة طبيعية بفضل الكورتيزول، والكافيين في هذا الوقت يقلل من فاعليته.
على معدة فارغة
القهوة السوداء قد تؤثر على المعدة الحساسة وتزيد من حموضتها، ما يسبب تهيجًا أو انزعاجًا لدى البعض.
فوائد القهوة عند شربها في الوقت المناسب:
تحسين التركيز والانتباه.
تعزيز المزاج ومحاربة الاكتئاب الخفيف.
تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض العصبية مثل الزهايمر وباركنسون.
تحسين الأداء الرياضي.
دعم عملية الأيض وحرق الدهون.
ماذا يحدث إذا شربت القهوة في وقت خاطئ؟
ضعف الاستجابة للكافيين بسبب تعارضه مع هرمون الكورتيزول.
زيادة التوتر وارتفاع ضغط الدم عند الإفراط في شربها.
أرق واضطرابات في النوم إذا تم تناولها مساءً.
الإدمان والاعتماد على القهوة كمنشط أساسي.
نصيحة أخيرة:
الاعتدال هو المفتاح. كوبان إلى ثلاثة من القهوة يوميًا في الأوقات المناسبة قد تعزز صحتك وحيويتك، لكن الإفراط أو توقيت الشرب بشكل غير مدروس قد يُلحق بك الضرر بدل الفائدة.
