مخاوف في إسبانيا: هل تمهد صفقة جبل طارق لتقاسم السيادة على سبتة ومليلية مع المغرب؟

عاد الجدل بقوة في الأوساط السياسية والإعلامية الإسبانية حول مستقبل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وذلك في أعقاب توقيع الاتفاق السياسي الأخير بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بخصوص وضعية جبل طارق، والذي اعتبره البعض سابقة قد تمتد تداعياتها إلى المدينتين الواقعتين شمال المغرب.
وفي خضم هذا السياق، بدأت بعض الأصوات الإسبانية، خاصة من داخل المعارضة، تلوّح بإمكانية أن يقدم رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، على توقيع اتفاق مماثل مع المغرب، يقضي بتقاسم السيادة على سبتة ومليلية، كجزء من تسوية أوسع للعلاقات الثنائية بين البلدين.
النائب البرلماني السابق أليخاندرو فيرنانديز عبّر عن هذا التخوف بشكل صريح، حيث نشر عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقاً):
“الاتفاق بشأن جبل طارق ليس سوى مقدمة لخطط سانشيز المقبلة، والتي قد تشمل السيادة المشتركة مع المغرب على سبتة ومليلية”،
مضيفاً بسخرية:
“سيُقدَّم ذلك كأنه انتصار تاريخي… وينبغي أن يكون هذا مسجلاً في هواتفهم”.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة El Debate الإسبانية تقريراً لافتاً حمل عنوان:
“سبتة ومليلية وخطرُ أن تكونا جزءًا من التنازلات المستقبلية للمغرب بعد التنازل عن جبل طارق”،
حذّرت فيه من أن إسبانيا، بعد أن تخلّت عن محاولات استرجاع جبل طارق الذي سيظل تحت السيادة البريطانية، قد تكون في طريقها لتقديم تنازلات جديدة تمس المدينتين، وهو ما تخشاه المعارضة الإسبانية بشدة.
ورغم أن الحكومة لم تُدلِ بأي موقف رسمي يؤكد أو ينفي هذه التوجهات، فإن تصاعد الحديث عنها في الصحف وعلى لسان سياسيين بارزين يُنذر بتحول ملف سبتة ومليلية إلى أحد أكثر الملفات حساسية في السياسة الخارجية الإسبانية خلال المرحلة المقبلة، خاصة في ظل التقارب المغربي-الإسباني الذي أفرزته التفاهمات الثنائية الأخيرة.
هذا التطور يعيد طرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل المدينتين، وموقعهما ضمن التحولات الجيوسياسية في المنطقة، لا سيما وأن المغرب ظلّ يعتبر سبتة ومليلية “أراضٍ مغتصبة”، ويطالب بإنهاء الاحتلال الإسباني لهما في إطار السيادة الوطنية الكاملة.