بموافقة اسرائيل… المغرب يقترب من التزود بطائرات “F-35” الأميركية

يقترب المغرب من إبرام صفقة تاريخية لتعزيز قوته الجوية عبر التزود بطائرات “F-35” الأميركية المتطورة، وفقًا لما كشفه موقع “تايمز أيروسبيس” البريطاني المتخصص في أخبار الطيران والدفاع. وبهذه الخطوة، قد يصبح المغرب أول دولة عربية وإفريقية تحصل على هذه المقاتلات الشبحية، ما يمثل نقلة نوعية في مسار تحديث القوات المسلحة الملكية.
الصفقة، التي تقدر قيمتها بنحو 17 مليار دولار، لا تقتصر فقط على تزويد المغرب بـ32 طائرة F-35، بل تشمل أيضًا برامج تدريب وصيانة دورية وتحديثات تكنولوجية شاملة، ما سيعزز الكفاءة التقنية والجاهزية العملياتية لسلاح الجو المغربي.
ويمثل هذا التطور دفعة استراتيجية للمملكة في إطار تعزيز قدرتها الدفاعية والردعية في منطقة تشهد منافسة عسكرية متصاعدة، خاصة مع الجارة الجزائر. كما يبعث برسالة واضحة مفادها أن المغرب يواصل ترسيخ مكانته كقوة إقليمية صاعدة تحظى بدعم قوى دولية كبرى، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
الموقع البريطاني أوضح أن الصفقة بدأت ملامحها في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وأن عودته المحتملة إلى البيت الأبيض قد تسرّع من وتيرة تنفيذها. ويُنظر إلى موافقة واشنطن على بيع طائرات F-35 لدولة ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي، كمؤشر على عمق الثقة الإستراتيجية بين الرباط وواشنطن، خاصة أن مثل هذه الطائرات لا تُمنح سوى لأقرب حلفاء الولايات المتحدة.
وبحسب تقارير متطابقة، فإن الموافقة الإسرائيلية على الصفقة كانت ضرورية نظرًا لحساسية التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وهو ما تم في سياق تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل ضمن إطار اتفاقيات أبراهام.
وفي إطار مساعيها لتحديث منظومتها الدفاعية، تواصل المملكة تطوير أسطولها الجوي، إذ تخضع طائرات “F-16” المغربية لعمليات تحديث عميقة تشمل تزويدها برادارات حديثة، ونظم حرب إلكترونية متقدمة، في وقت تعمل شركة “لوكهيد مارتن” على تجهيز طائرتي استطلاع من طراز Gulfstream 550 لتوسيع قدرات المراقبة والاستخبارات الجوية.
هذا التطور يندرج ضمن سلسلة صفقات كبرى عقدها المغرب مع الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، شملت صواريخ “هاربون” و”هيمارس”، ومروحيات “أباتشي”، وأنظمة دفاع جوي متقدمة. وتشير بيانات رسمية إلى أن المغرب يعد أكبر مستورد للسلاح الأميركي في إفريقيا، بقيمة تجاوزت 8.5 مليارات دولار.
وتحمل هذه الصفقة تداعيات جيوسياسية بارزة في منطقة شمال إفريقيا، خصوصًا أنها ستؤثر على ميزان القوى مع الجزائر، التي تعتمد على أسطول جوي روسي، أبرز عناصره طائرات “سو-57”. غير أن الخبراء يشيرون إلى أن التكامل العملياتي والتقني في الجيش المغربي يفوق نظيره الجزائري، ما يعزز موقع المملكة في أي معادلة استراتيجية مقبلة.
وبينما تُبدي السلطات الجزائرية قلقًا متزايدًا إزاء هذا التطور العسكري اللافت، يرى مراقبون أن تفوق المغرب التكنولوجي المتصاعد، خصوصًا في المجال الجوي، سيجعله أكثر قدرة على مراقبة ومجابهة التهديدات في محيطه الإقليمي، ويعزز أمنه القومي في سياق تحولات جيوسياسية متسارعة.