اتصالات المغرب تفقد الريادة أمام أورونج وإنوي

تواجه شركة اتصالات المغرب تحديات متزايدة في سوق الاتصالات بالمملكة، بعدما واصلت خسارة حصصها السوقية لصالح منافسيها “أورونج” و”إنوي”، رغم احتفاظها بصدارة بعض الخدمات التقليدية.
أورونج تهيمن على سوق الهاتف المحمول
وفقًا لأحدث معطيات الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT)، تصدّرت “أورونج” (ميدي تيليكوم) سوق الاتصالات المغربية للربع الرابع على التوالي، بحصة بلغت 34.1% حتى نهاية مارس 2025، مقارنة بـ32.7% بنهاية 2023.
في المقابل، حلّت “إنوي” في المركز الثاني بـ33.2%، بينما تراجعت حصة اتصالات المغرب إلى 32.6%، بعدما كانت 34.9% في مارس 2024، ما يعكس استمرار النزيف في موقعها الريادي.
سوق الهاتف الثابت: تقدم للمنافسين وتراجع للريادة
رغم تسجيل سوق الهاتف الثابت نموًا بنسبة 2.1%، ليبلغ عدد المشتركين 3.1 ملايين، فقد خسرت اتصالات المغرب أيضًا حصة كبيرة فيه، لتتراجع إلى 52.7% بدل 59.2% في نفس الفترة من العام الماضي.
في المقابل:
ارتفعت حصة ميدي تيليكوم إلى 27.1% (مقابل 23%)
وحصة إنوي إلى 20.2% (مقابل 17.8%)
اتصالات المغرب: خسائر في المحمول وكسب محدود في ADSL
بلغ عدد مشتركي الإنترنت في المغرب 39.9 مليون في نهاية الربع الأول 2025، بتراجع طفيف 0.9% على أساس ربع سنوي، لكنه سجّل نموًا سنويًا قدره 4.1%.
اتصالات المغرب سجلت تراجعًا في حصتها بالسوق الإجمالية إلى 30.4% (مقارنة بـ33%)
بينما واصل منافسوها الهيمنة بنسبة 69.6%
ورغم ذلك، حصدت الشركة مكاسب لافتة في خدمات ADSL، إذ ارتفعت حصتها إلى 45.6%، بعد أن كانت 33%، ما يشير إلى تحسن في أداء هذه الخدمة التقليدية.
لكن في خدمات الألياف البصرية (FTTH)، انخفضت حصتها إلى 50.3% (بعدما كانت 51.2%)، في وقت تتقاسم فيه “إنوي” و”أورونج” الحصة المتبقية.
أما في الإنترنت المحمول، فقد واصلت اتصالات المغرب خسائرها، حيث تراجعت حصتها إلى 28.8% (مقارنة بـ31.2%)، مقابل هيمنة متزايدة لباقي الفاعلين بنسبة 70.8%.
انخفض عدد مشتركي الهاتف المحمول إلى 57.4 مليون خلال الربع الأول 2025، بتراجع 1.5% على أساس ربع سنوي، رغم تسجيل نمو سنوي قدره 3.9%.
معدل الاختراق بقي مرتفعًا عند 155.8%
الاشتراكات مسبقة الدفع ما زالت تهيمن بـ86.4%
متوسط المكالمات الصادرة شهريًا انخفض بنسبة 14.3% ليصل إلى 60 دقيقة
التحدي المقبل: استعادة الثقة ومراجعة الاستراتيجية
في ظل هذا التراجع المتواصل، تبدو الإدارة الجديدة لاتصالات المغرب أمام تحديات حقيقية، أبرزها مراجعة السياسات التسويقية، وتحسين العروض التجارية، وضمان جودة الخدمات الرقمية، خاصة في ظل احتدام المنافسة واتساع الهوة في خدمات الإنترنت والهاتف المحمول.
فالمعادلة اليوم لم تعد تعتمد فقط على البنية التحتية أو قدم الحضور في السوق، بل على الابتكار، وسرعة التكيف، وتجربة الزبون.