بعد الاعتراف البريطاني بمغربية الصحراء.. الجزائر تتخلى عن “سلاح سحب السفراء”

في خطوة غير معتادة، امتنعت الجزائر عن استدعاء سفيرها في لندن، بعد إعلان المملكة المتحدة دعمها الرسمي لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد وواقعي لنزاع الصحراء، وهو ما اعتبر اعترافًا صريحًا بـسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
الصحراء مغربية.. لا بلاغات طارئة ولا سفراء مستدعون.. الجزائر تتراجع بصمت
خلافًا لما جرت عليه العادة، حين كانت الجزائر تُسارع إلى سحب سفرائها عقب كل موقف داعم لمغربية الصحراء، كما حدث مع إسبانيا وفرنسا، اختارت هذه المرة الاكتفاء ببلاغ مقتضب عبّرت فيه عن “الأسف”، دون اتخاذ أي خطوة تصعيدية تجاه لندن.
وتعد هذه ثاني مرة تكتفي فيها الجزائر بالتعبير عن أسفها، دون المساس بالتمثيل الدبلوماسي، بعد موقف الولايات المتحدة الأمريكية في أبريل الماضي، حين جدّد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو دعم بلاده للمبادرة المغربية، مع تأكيد الاعتراف بسيادة الرباط على الصحراء.
خارجية الجزائر والعزلة
المراقبون اعتبروا أن نبرة البلاغ الجزائري الأخير تكشف عن نفاد أدوات الرد الدبلوماسي لدى النظام الجزائري، خاصة بعد أن باتت المواقف الدولية المؤيدة للمقترح المغربي تتوسع لتشمل قوى وازنة مثل الولايات المتحدة، ألمانيا، إسبانيا، فرنسا، والآن بريطانيا.
واعتبر مصدر دبلوماسي مغربي أن سلوك الخارجية الجزائرية يعكس مأزقًا سياسيًا حادًا، خاصة وأن اللجوء المتكرر إلى سحب السفراء لم يعد يُحقق الأثر المرجو، بل كشف عن تناقضات صارخة في التعامل مع المجتمع الدولي.
اللافت أن موقف المملكة المتحدة جاء في سياق تزايد عدد الدول التي تُعبّر صراحة عن دعمها للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل سياسي جاد وذي مصداقية، تماشيًا مع قرارات مجلس الأمن الدولي، في مقابل تآكل الخطاب الانفصالي المدعوم من الجزائر.