الجزائر تبرم صفقة مع روسيا لاقتناء طائرات “سو-57” بموافقة أمريكية مع شرط واحد سببه المغرب

في خطوة عسكرية لافتة وغير مسبوقة على مستوى المنطقة، كشفت مصادر رسمية عن إبرام الجزائر صفقة ضخمة مع روسيا لاقتناء طائرات مقاتلة من الجيل الخامس من طراز “سو-57″، في واحدة من أكبر صفقات التسلح التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا في السنوات الأخيرة.
وبحسب التفاصيل التي جرى الكشف عنها، فإن الجزائر ستتسلم في المرحلة الأولى ست مقاتلات متطورة، مع وجود بند في العقد يتيح إمكانية رفع العدد إلى 14 طائرة خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهو ما يعزز من القدرات القتالية لسلاح الجو الجزائري ويُدخل البلاد في نادي الدول المالكة لأحدث الطائرات المقاتلة على الصعيد العالمي.
اللافت في هذه الصفقة، هو أنها تمت رغم التوتر الكبير بين الولايات المتحدة وروسيا، ما يثير تساؤلات حول الموقف الأمريكي منها.
غير أن تقارير استخباراتية أكدت أن الجزائر قدمت ضمانات مكتوبة لواشنطن، تُلزمها بعدم استخدام هذه الطائرات ضد المغرب، وهو ما سمح بتجاوز العقبات المرتبطة بقانون “كاتسا” الأمريكي، الذي يفرض عقوبات على الدول المتعاملة مع قطاع الدفاع الروسي.
ويرجح متابعون أن زيارة قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، الجنرال مايكل لانغلي، إلى الجزائر مطلع هذا العام، لعبت دوراً محورياً في تهيئة الأجواء لهذه الصفقة، خاصة مع توقيع مذكرة تفاهم عسكرية بين الجانبين خلال تلك الزيارة، ما يؤشر على رغبة أمريكية في الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها العسكرية مع دول شمال إفريقيا، خصوصاً الجزائر.
وتُعد طائرات “سو-57” الروسية من أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية الحديثة، حيث تتميز بقدراتها الشبحية وتفوقها الجوي، إلى جانب إمكانية تنفيذ مهام هجومية ودفاعية متعددة في مختلف البيئات القتالية. كما أنها مُجهزة بأحدث أنظمة الرادار والتسليح، ما يجعلها أداة استراتيجية لتغيير ميزان القوى في أي صراع محتمل.
وهذه الصفقة تمثل تحولاً استراتيجياً في سياسة التسلح الجزائرية، وتعكس سعي البلاد التي يحكمها نظام “العسكر” إلى تنويع شركائها وتعزيز جاهزيتها الدفاعية، في وقت تشهد فيه المنطقة تقلبات جيوسياسية متسارعة وصراعات إقليمية متزايدة.