أسعار المحروقات…محطة وقود بالمغرب تُحدث المفاجأة

في وقت يتواصل فيه الارتفاع الملحوظ لأسعار المحروقات على الصعيد الوطني، برزت محطة الوقود “ALAMIA OIL”، الواقعة عند المخرج الغربي لمدينة مريرت في اتجاه مكناس (منطقة أداروش)، كمثال استثنائي لافت، بعدما اختارت تحدي موجة الغلاء عبر عرض أسعار غير مسبوقة مقارنة بباقي المحطات المنتشرة في أنحاء المملكة.
وخلال زيارة ميدانية بتاريخ الخميس 5 يونيو 2025، سجّلت المحطة سعر البنزين في حدود 12.89 درهمًا للتر الواحد، بينما لم يتجاوز سعر الغازوال 10 دراهم، وهو فارق واضح وملموس عن المعدلات المعمول بها في أغلب نقاط التوزيع، ما أثار اهتمام واستحسان عدد كبير من مستعملي الطريق.
هذا العرض المثير شكل موضوع نقاش واسع في أوساط السائقين والمواطنين، الذين وصفوا هذه المبادرة بأنها تجسيد فعلي لـ”المنافسة الشريفة” في قطاع يعاني من شبه احتكار، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتراجع القدرة الشرائية للأسر المغربية بفعل ارتفاع أسعار الوقود والمواد الأساسية بشكل متزامن.
وتعالت، في هذا السياق، أصوات كثيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تتساءل عن الأسباب الحقيقية وراء تمسك غالبية محطات الوقود بأثمنة مرتفعة، رغم تسجيل انخفاضات متتالية في أسعار النفط والغاز في السوق الدولية خلال الأسابيع الأخيرة، ما يعزز الشكوك حول غياب الشفافية في تحديد أسعار البيع بالتجزئة.
ولم تقتصر جاذبية محطة “ALAMIA OIL” على أسعارها فقط، بل تعدّتها إلى مستوى الخدمات المقدمة، حيث تحرص على توفير خدمة مستمرة وجودة عالية، ما جعلها نقطة جذب مفضلة ليس فقط لسكان مريرت والمناطق المجاورة، بل أيضًا للسائقين العابرين الذين باتوا يحرصون على التوقف بها للاستفادة من الأسعار التنافسية وخدمات التزود السلسة.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه المواطن المغربي تدخلاً حكوميًا يعيد التوازن إلى سوق المحروقات، تبرز مثل هذه المبادرات كنموذج يُحتذى به، يضع مصلحة المستهلك في المقام الأول، ويعيد الأمل في إمكانية تصحيح مسار الأسعار عبر بوابة المنافسة الحقيقية والشفافية التجارية.