عاصفة شمسية “شديدة” تهدد الأرض

أعلنت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، أمس الأحد، أن عاصفة جيو مغناطيسية من المستوى G4 (شديدة) في طريقها إلى الأرض، وذلك نتيجة انفجار شمسي وقع بتاريخ 30 ماي 2025.
ووفقًا لبيان رسمي صادر عن مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة، فإن هذه الظاهرة قد تكون من بين الأعنف خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لشدة الطاقة المنبعثة من الشمس والتي اجتازت الفضاء في اتجاه الأرض.
عاصفة شمسية وتهديدات تكنولوجية محتملة
حذّر المركز من أن العاصفة الشمسية القوية قد تُخلّف آثارًا ملموسة على عدد من البنى التحتية الحيوية، تشمل:
شبكات الكهرباء، التي قد تشهد انقطاعات أو أعطال مفاجئة.
أنظمة الاتصالات الفضائية، خصوصًا تلك المرتبطة بالأقمار الصناعية.
إشارات الملاحة الجوية والبحرية (GPS)، والتي قد تتعرض لتشويش كبير، يؤثر على دقة تحديد المواقع.
وأوضح المركز أن ذروة العاصفة متوقعة بين يومي 1 و2 يونيو 2025، لتبدأ بالتراجع بشكل تدريجي نحو مستويات معتدلة أو خفيفة (G1-G2) ابتداءً من يوم 3 يونيو.
الشفق القطبي… هدية نادرة من العاصفة
في الجانب الجمالي من هذه الظاهرة الفضائية، أشار الخبراء إلى أن العاصفة قد تتسبب في ظهور الشفق القطبي (Aurora Borealis)، خصوصًا في المناطق القريبة من الدوائر القطبية، وقد يُرى بالعين المجردة في بعض البلدان الأوروبية وكندا وشمال الولايات المتحدة.
وتُعد رؤية الشفق في هذه الفترات فرصة نادرة لعشاق الفلك، الذين يتابعون تأثيرات النشاط الشمسي على الغلاف المغناطيسي للأرض.
تحذير من التأثيرات المتزايدة للعواصف الشمسية
اختتمت NOAA بيانها بالتأكيد على أن العواصف الجيو مغناطيسية الشديدة، رغم ندرتها، تحمل تهديدًا مباشرًا للبشرية في العصر الرقمي، حيث أصبح الاعتماد على التكنولوجيا والاتصالات عبر الأقمار الصناعية جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية.
ودعت السلطات العلمية والمرافق الحيوية إلى اتخاذ احتياطات تقنية لتقليل المخاطر المحتملة، كما شجعت الجمهور على متابعة مستجدات الأحوال الفضائية من خلال المصادر الرسمية.
هل تؤثر العاصفة على الأجهزة الشخصية والإنترنت؟
رغم أن التأثير الأكبر للعواصف الجيو مغناطيسية يطال البنى التحتية الكبرى مثل شبكات الكهرباء والأقمار الصناعية، إلا أن هناك أيضًا احتمالات محدودة لحدوث تأثيرات غير مباشرة على الأجهزة الإلكترونية الشخصية، خاصة تلك المتصلة بالإنترنت أو بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
في حالات الذروة، قد يُلاحظ المستخدمون:
بطءًا في الاتصال بالإنترنت، نتيجة تأثر مراكز البيانات أو الكابلات البحرية العابرة للقارات.
تشويشًا على إشارات GPS، ما قد يسبب أخطاء في التطبيقات التي تعتمد على التموقع الدقيق مثل الخرائط وخدمات التوصيل.
توقفًا مؤقتًا في البث الفضائي لبعض القنوات أو خدمات الاتصال.
لكن الخبراء يُطمئنون إلى أن معظم الأجهزة الإلكترونية المنزلية محمية من هذه الظواهر، إذ إن الضرر الحقيقي يقع عادة على الأنظمة عالية الحساسية المستخدمة في الاتصالات والملاحة والطيران.