تطورات مشروع الربط الكهربائي المغربي البريطاني

أعلنت هيئة التفتيش على التخطيط في المملكة المتحدة عن موافقتها على طلب شركة Xlinks 1 Limited لتعليق مؤقت لمسار مراجعة طلب إصدار أمر الموافقة على التطوير (DCO) الخاص بمشروع الربط الكهربائي بين المغرب والمملكة المتحدة، وذلك ابتداءً من 15 ماي 2025.

توقف استراتيجي.. لا تراجع عن مشروع الربط الكهربائي
وأكدت شركة Xlinks، في مراسلة رسمية، أن هذا التوقف المؤقت لا يعني تعليقًا أو إلغاءً للمشروع الطموح، بل يُعد خطوة استراتيجية تهدف إلى مراجعة وتعديل وثائق طلب الترخيص بما يتوافق مع المتغيرات القانونية والتقنية، وفتح المجال أمام مشاورات إضافية إذا تطلب الأمر ذلك.

ويأتي هذا الإجراء في وقت حاسم، حيث تنتظر الشركة قرار الحكومة البريطانية بخصوص منح “عقد الفروقات” (CfD)، وهو عنصر محوري لضمان تحديد السعر المرجعي الذي سيتم بموجبه بيع الكهرباء المنتجة من المشروع.

وأوضحت Xlinks أن الوقف المؤقت جاء نتيجة ظروف خارجة عن إرادتها وإرادة هيئة الفحص، ما يستوجب مراجعة دقيقة وفعالة للمشروع لتأمين مصالح جميع الأطراف المعنية وضمان سير المشروع بثبات خلال مراحله المقبلة.

كما شددت على التزامها بالتواصل المستمر مع الجهات التنظيمية وسلطات التخطيط خلال فترة الوقف المؤقت، بما يضمن الشفافية والمصداقية في كل خطوات المشروع المستقبلية.

أضخم مشروع ربط كهربائي بحري في العالم
ويُعد مشروع Xlinks Morocco-UK Power Project من أضخم مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى العالم، حيث يهدف إلى نقل الكهرباء النظيفة المنتجة من الطاقة الشمسية والريحية في المغرب إلى المملكة المتحدة عبر كابل بحري بطول 3800 كيلومتر، ما يجعله الأطول من نوعه في العالم.

ومن المتوقع أن يغطي المشروع ما يصل إلى 8% من احتياجات المملكة المتحدة من الكهرباء، كما أنه يمثل حجر زاوية في استراتيجية لندن لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، إلى جانب تعزيز أمن إمدادات الطاقة في البلاد خلال العقود القادمة.

دعم مزدوج لاقتصادَيْ المغرب والمملكة المتحدة
لا يقتصر المشروع على تحقيق منافع بيئية فقط، بل يشكل فرصة اقتصادية استراتيجية للمغرب، الذي يسعى لتكريس موقعه كمنصة إقليمية ودولية في إنتاج وتصدير الطاقات المتجددة، مما يفتح آفاقًا جديدة للتنمية الصناعية وخلق فرص شغل مستدامة.

وفي المقابل، يُسهم في تنويع مصادر الطاقة للمملكة المتحدة وتخفيف الاعتماد على الغاز الطبيعي، وهو ما يكتسي أهمية متزايدة في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية وأسعار الطاقة المتقلبة.