هكذا كانت ردود الفعل في الجزائر بعد موقف مصر من الصحراء

أثار تصريح البرلماني الجزائري عبد القادر بن زيدان، بشأن موقف مصر من قضية الصحراء المغربية، تفاعلاً واسعًا بعدما وصف الموقف المصري بـ”الخطوة الرمادية” إلا أن هذه القراءة، التي تنطلق من منطق الاصطفاف الإقليمي، تغفل المعطيات الواقعية التي تؤكد أن القاهرة، وإن لم تصدر موقفًا صريحًا، فإنها تسير بخطى ثابتة نحو تفهم أكبر للطرح المغربي، القائم على مبادرة الحكم الذاتي كحل جاد وذي مصداقية.
وعرفت آخر السنوات، العلاقات المغربية المصرية تطورًا ملحوظًا، تُوّج بسلسلة من اللقاءات الثنائية والتفاهمات السياسية والاقتصادية.
وفي هذا السياق، لم تعترض مصر على المبادرات المغربية في المحافل الإقليمية والدولية، كما لم تتبنّ الطرح الانفصالي، بل تبنّت خطابًا متوازنًا يبتعد عن الانحياز المسبق، ويدعو إلى حلول توافقية تحفظ سيادة الدول ووحدتها الترابية.
كما إن اعتماد البيان المصري على نفس صيغة 2022، لا يمكن اعتباره مراوحة أو مراوغة كما ادّعى البرلماني الجزائري، بل هو تأكيد على استمرارية موقفٍ متزنٍ، يفتح المجال أمام تطوير الدعم في المستقبل، خاصة في ظل الجهود المغربية الرامية إلى بناء تحالفات استراتيجية مع العواصم المؤثرة في القرار العربي.
كما أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي حظيت بدعم متزايد من دول كبرى ومؤثرة في السياسة الدولية، مثل الولايات المتحدة، إسبانيا، وألمانيا، ما يضع مصر أمام مسؤولية تاريخية لتعزيز هذا المسار الواقعي والعملي، بعيدًا عن الاصطفافات الإيديولوجية التي لم تُسهم في حل النزاع، بل ساهمت في إطالته.
وتبدو انتقادات البرلماني الجزائري، أقرب إلى محاولة لتأليب الرأي العام ضد الانفتاح المصري على الطرح المغربي، أكثر من كونها تقييمًا موضوعيًا للموقف المصري.