موريتانيا تفضح تكتيكات الجزائر في التنافس مع المغرب

سلطت صحافة موريتانيا ، عبر موقع “أنباء”، الضوء على افتقار التعاون بين الجزائر ونواكشوط إلى العمق الاستراتيجي، واصفة المبادرات الجزائرية بـ”الظرفية” و”التكتيكية”. خلال المنتدى الاقتصادي الموريتاني-الجزائري الأخير.
وقّعت وزيرة التجارة الموريتانية زينب بنت أحمدناه ونظيرها الجزائري الطيب زيتوني بروتوكولات تتعلق بحماية المستهلك ومراقبة الجودة، لكن التنفيذ ظل محدودًا، كما هو الحال مع مشاريع سابقة مثل طريق تندوف-الزويرات. هذا المشروع، الذي ظل لسنوات “وعدًا غير منجز”، أعيد إحياؤه مؤخرًا كجزء من محاولات الجزائر لمنافسة الطرق التجارية المغربية، لكن الموريتانيين يرون فيه مناورة تفتقر إلى رؤية طويلة الأمد
وأشارت صحافة موريتانيا إلى غياب الجزائر عن القطاعات الحيوية مثل الطاقة، المناجم، والاتصالات، التي تشكل أساس أي شراكة استراتيجية. رغم توقيع اتفاقيات تجارية متعددة، فإن الشركات الجزائرية لم تدخل سوق موريتانية بشكل ملموس، ولم تُنشأ مناطق حرة أو مراكز لوجستية كبيرة. هذا الواقع، بحسب “أنباء”، يكشف أن الجزائر تستخدم موريتانيا كساحة لصراع نفوذ صامت مع المغرب، بدلاً من بناء شراكة مستدامة. التقارير تؤكد أن الجزائر غالبًا ما تكون في موقف “رد فعل” على مبادرات المغرب، مثل تأمين معبر الكركرات في 2020، دون تقديم رؤية استراتيجية شاملة.
وأوضح الموقع أن الجزائر كثفت تحركاتها تجاه موريتانيا بعد النجاحات المغربية في المنطقة، مثل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الرباط ونواكشوط في التعليم والبنية التحتية. ردًا على ذلك، سارعت الجزائر بتسريع مشروع طريق تندوف-الزويرات وزيادة التبادل التجاري، مع الترويج لـ”شراكة شاملة”. لكن المحللون يرون أن هذه المبادرات تظل ظرفية، تهدف لإعادة التوازن الإقليمي أكثر من تحقيق تعاون مستدام. هذا التنافس المحموم يكشف عن حرب نفوذ صامتة، تثير تساؤلات الجماهير الموريتانية حول جدية الوعود الجزائرية ومستقبل العلاقات الثنائية في ظل هذا الصراع.