انتشار الجيش الموريتاني على الحدود لردع “البوليساريو” وحليفتها الجزائر

في خطوة غير مسبوقة، انتشرت وحدات من الجيش الموريتاني، مساء أمس الأربعاء، قرب معبر غير رسمي يقع على الحدود بين موريتانيا والجزائر، تستخدمه عناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية، في تحرك يُنظر إليه على نطاق واسع كرسالة حازمة من نواكشوط تجاه أي تهديد محتمل لسيادتها.
وحسب ما أفاد به المرصد الأطلسي للدفاع والتسليح، فإن المعبر المعني لا يبعد كثيراً عن المعبر الحدودي الرسمي بين البلدين، ويُستعمل بصفة غير قانونية من طرف مسلحين يتبعون لجبهة البوليساريو، وسط تلقيهم دعماً وتسهيلات من النظام الجزائري.
◾ معبر موازٍ تحت أنظار المعبر الرسمي:
الصور التي حصل عليها المرصد تُظهر أن المعبر غير الرسمي يقع في نطاق مرئي من النقطة الحدودية الرسمية، ويبدو أنه مُجهز بشكل لوجستي وأمني من قبل عناصر البوليساريو، ما يُعد خرقًا للقوانين الدولية وانتهاكًا للسيادة الوطنية لكل من موريتانيا والجزائر.
هذا الواقع الميداني أثار قلقاً متزايداً في الأوساط السياسية والشعبية الموريتانية، حيث اعتُبر السماح لعناصر مسلحة بالتحرك عبر الأراضي الحدودية في غياب أي إشراف رسمي تحدياً مباشراً لأمن واستقرار المنطقة.
◾ الجيش الموريتاني.. رد حازم:
ورداً على هذا الوضع، تحرك الجيش الموريتاني بسرعة، حيث أرسلت وحدات عسكرية مدربة إلى المنطقة لتعزيز المراقبة وضمان إغلاق المعبر غير الشرعي أمام أي تحركات مشبوهة.
وتُفسَّر هذه الخطوة على أنها رسالة واضحة من موريتانيا تؤكد رفضها التام لأي محاولات لفرض أمر واقع خارج عن إطار الشرعية الدولية، خاصة إذا تعلق الأمر بجماعات مسلحة تنشط بدعم خارجي.
التحركات الأخيرة أثارت تساؤلات واسعة حول الدور الجزائري وموقفه من احترام السيادة الوطنية لجيرانه، خصوصاً مع تكرار تقارير إعلامية تشير إلى تواطؤ رسمي مع تحركات البوليساريو في المنطقة الحدودية.
كما بات واضحاً أن السلطات الموريتانية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد محتمل لحدودها، وهو ما يُمكن أن يُعيد خلط الأوراق في ملف معقّد يشهد تطورات متسارعة في منطقة الساحل وشمال إفريقيا.