المغرب يتحرك لوقف طقوس الذبح وتنقيذ التوجيهات الملكية

رغم القرار الملكي الداعي إلى عدم إحياء شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى هذا العام، تشهد مختلف مناطق المغرب إقبالا كبيرا على شراء الأضاحي، وارتفاعا في عدد الذبائح، وكأن شيئًا لم يعلن.
في عدد من جهات المملكة، تضاعفت وتيرة الذبح بشكل غير مسبوق، وكأن المغرب يعيش سنة عادية لا أزمة فيها. الأمر الذي دفع السلطات المحلية إلى رفع درجة التأهب، وتكثيف حملات المراقبة، في محاولة لوقف هذا الانفلات الذي يهدد الثروة الحيوانية الوطنية، وقد يخلق خللا في التوازن الفلاحي خلال الأشهر المقبلة.
فمظاهر العيد بدأت عند بعض الأسر بشراء الأضاحي، وذبحها أو طلبات مسبقة لذبائح كاملة، مع الأحشاء، وهي تستعد للشواء والاحتفال، رغم التوجيه الرسمي الذي شدد على أن الظرفية لا تسمح بذبح الأضاحي حفاظا على الثروة الحيوانية الوطنية.
في هذا السياق، صرح أحد الجزارة المهنيين باقليم الناظور لموقع، عبّر” بأن الطلبات جد مرتفعة على اللحوم الحمراء في هذه الأيام، وعلى الذبائح الكاملة، ويبدو ان الكثير من المواطنين ماضون قي شراء اللحوم بشكل كبير وأن العادات طغت على ميزان المصلحة.
نزيف القطيع يهدد المستقبل
هذا الإقبال الكبير حرك السلطات ومصالح المراقبة في عدد من مدن المملكة التي تحاول التدخل لوقف عمليات الذبح غير القانونية. فالأمر لا يتعلق فقط بخرق للتعليمات، بل بخطر حقيقي على القطيع الوطني.
عناصر الدرك الملكي ببوقنادل وحسب صحيفة الصباح، كانت قد طوقت مركز المجازر الجهوية الجديد لمدن الرباط، سالا، تمارة، في الساعات الأولى من صباح الأحد تنفيذا للقرار الملكي القاضي بالغاء ذبح الأضاحي خلال هذه السنة.
وحفاظا على الثروة الحيوانية، كانت الدولة قد خصصت ميزانية ضخمة بلغت 6.2 مليار درهم لإعادة بنائه لكن هذه المجهودات قد تذهب مهب الريح، إذا استمر الذبح بهذا الشكل، مما قد يؤدي إلى نقص حاد في العرض وارتفاع أسعار اللحوم في الأشهر المقبلة.
ما بين التقاليد والقرارات
يبرر بعض المواطنين سلوكهم بالرغبة في الحفاظ على طقوس العيد، فيما يرى آخرون أن الامتناع عن الذبح ينقص من فرحة العيد. لكن السؤال الأكبر في هذا الإطار، ما معنى التوجيهات العليا إذا لم تُحترم، وهل تكفي العادات لتبرير الإضرار بمصلحة عامة؟
هل من مخرج لهذا التناقض
الوضع الحالي يكشف عن ضعف في التواصل، وغياب صرامة في التطبيق. فالأمر لا يتعلق فقط بخطاب ملكي، بل بمصلحة وطنية يجب أن يدافع عنها الجميع.
فالرهان اليوم ليس فقط على احترام القرار، بل على وعي جماعي يحمي ما تبقى من الثروة الحيوانية، ويعيد للمؤسسات هيبتها.