“كارفور” يتحدى القرار الملكي

أثارت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، توثق عروضًا ترويجية لبيع “خروف كامل” داخل أحد فروع متاجر “كارفور” بالمغرب، موجة غضب واستياء عارم في أوساط المواطنين، وذلك على بُعد أيام قليلة من حلول عيد الأضحى المبارك، وفي ظل دعوة ملكية واضحة إلى الامتناع عن ذبح الأضحية هذا العام نظراً للظروف الاستثنائية التي تمر بها المملكة.
الصور، التي سرعان ما انتشرت على منصات التواصل، تظهر لافتات إشهارية بارزة تحمل عبارات ترويجية لبيع الخروف كاملاً، ما اعتبره العديد من النشطاء “استفزازاً سافراً لمشاعر المغاربة” و”عدم احترام للسياق الوطني والدعوة الملكية”، لا سيما أن الحملة جاءت في وقت تتصاعد فيه أجواء التضامن والدعوات لترشيد النفقات، استجابة لمضمون الرسالة الملكية.
السياق: أزمة وطنية ودعوة إلى التعقّل
وتأتي هذه الحملة التجارية في وقت تعيش فيه البلاد وضعاً استثنائياً، بعد أن دعا الملك محمد السادس الشعب المغربي، من خلال رسالة ملكية تم تلاوتها أمام البرلمان، إلى الامتناع عن ذبح أضحية العيد هذه السنة، بسبب توالي سنوات الجفاف، وتضرر القطيع الوطني، وتراجع القدرة الشرائية لشرائح واسعة من المواطنين.
واعتبر العاهل المغربي أن هذه الدعوة تنبع من حرص على المصلحة العامة، وروح الشريعة الإسلامية التي تُعلي من شأن الرفق والتعاطف، وتدعو إلى عدم تحميل الناس ما لا طاقة لهم به.
ردود فعل غاضبة: “تسويق بلا ضمير”
أمام هذا المعطى، اعتبر العديد من النشطاء والحقوقيين والمواطنين العاديين أن الحملة التي أطلقتها سلسلة المتاجر الفرنسية “كارفور” تتنافى مع روح المسؤولية الاجتماعية، وتُجسد “سلوكًا تجاريًا جافًا لا يراعي السياق ولا مشاعر الناس”.
وذهب البعض إلى اعتبار الأمر “تحديًا غير مباشر” للدعوة الملكية، بينما تساءل آخرون عن غياب الحس الوطني والإنساني في سياسة تسويق المنتجات، خاصة في ظرفية وطنية استثنائية تعبّأت فيها مؤسسات رسمية ومدنية لتكريس روح التضامن.
تحركات رسمية ومطالب بالمحاسبة
وفي سياق متصل، اتخذت السلطات المحلية بعدد من المدن قرارات بإغلاق بعض الأسواق التقليدية (الرحبات) المخصصة لبيع الأضاحي، في محاولة للحد من الفوضى والاحتكار، ولتعزيز الانسجام مع التوجيه الملكي.
ودعا عدد من المتتبعين إلى فتح تحقيق في مضمون الحملة الإشهارية لـ”كارفور”، ومساءلة المسؤولين عن هذه الخطوة التي قد تمس بصورة الشركة لدى الرأي العام المغربي، خاصة في ظل حساسية المناسبة والموقف الوطني الموحد الذي يتشكل حولها.