السياحة في المغرب تشهد طفرة في حجوزات صيف 2025

تشهد السياحة في المغرب تحولًا نوعيًا على مستوى الخارطة العالمية، حيث سجلت حجوزات السياح الروس لصيف 2025 ارتفاعًا استثنائيًا بلغت نسبته خمسة أضعاف مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب ما كشفت عنه منصة السفر الروسية “OneTwoTrip” في تقرير حديث.
هذا النمو اللافت يعكس تغيرًا واضحًا في ميول السياح الروس الذين باتوا يبحثون عن وجهات جديدة تخرج عن المألوف، واضعين المغرب في صدارة اختياراتهم. ويرى خبراء السياحة أن جاذبية المملكة تنبع من تنوعها الثقافي، وغناها الطبيعي، وتاريخها العريق، فضلًا عن استقرارها الأمني، مما يجعلها وجهة متكاملة تستقطب فئات متنوعة من المسافرين.
وأشار التقرير إلى أن المغرب بات ينافس بقوة وجهات تقليدية لطالما استقطبت السياح الروس، مثل أبخازيا، التي حلت في المرتبة الثانية من حيث وتيرة نمو الحجوزات، بينما سجلت وجهات أوروبية شهيرة مثل إسبانيا نموًا متواضعًا لم يتجاوز 9.1%
أما على الصعيد الأفريقي، فما تزال مصر وجنوب أفريقيا ضمن قائمة الوجهات المفضلة لدى الروس، حيث سجلت الحجوزات إلى مصر ارتفاعًا بنسبة 75%، وإلى جنوب أفريقيا بنسبة 57%، وهو ما يبرز حضورًا قويًا للقارة الأفريقية على خريطة السياحة الروسية.
وفي السياق ذاته، أكدت وزارة السياحة في المغرب أن المملكة استقبلت 5.7 مليون سائح خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، بزيادة قدرها 23% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، أي ما يعادل نحو مليون سائح إضافي، في مؤشر قوي على الدينامية التي يشهدها القطاع.
ويأتي هذا التطور في سياق خطة استراتيجية طموحة وضعتها الحكومة المغربية، تهدف إلى استقطاب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، وخلق 200 ألف فرصة شغل جديدة في القطاع السياحي. وكان عام 2024 قد شهد تسجيل رقم قياسي تاريخي بوصول عدد السياح إلى 17.4 مليون، بزيادة 20% مقارنة بعام 2023.
ويبدو أن التوسع في استقطاب أسواق ناشئة مثل السوق الروسية، يمثل رهانًا واعدًا ضمن استراتيجية تنويع مصادر السياحة المغربية، وتأكيدًا على قدرة المملكة في ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية تتمتع بتعدد المقومات وتنوع التجارب.