اخبار مهمةحوارات الصحافةفي الواجهة

كشف تفاصيل “نفق الحشيش” بين الفنيدق وسبتة: القضاء الإسباني يرفع السرية !

رفع القضاء الإسباني، في تطور لافت، السرية عن التحقيقات الجارية في ملف “نفق الحشيش” السري لتهريب المخدرات بين مدينة الفنيدق المغربية ومدينة سبتة المحتلة، وهي القضية المعروفة إعلامياً باسم “هاديس“، والتي هزّت الرأي العام الإسباني والدولي منذ بداية السنة الجارية.

نفق تحت الأرض و”عملاء مزورون” داخل شبكة تهريب معقدة
وحسب ما أوردته صحيفة “إلفارو دي سبتة“، فقد كشفت التحقيقات عن “نفق الحشيش” بطول 50 متراً يربط منطقة “واد الضاويات” بالفنيدق مع منطقة “طاراخال” بسبتة، يُستخدم لتهريب كميات كبيرة من مخدر الشيرا. واستند الحرس المدني الإسباني في التحقيقات إلى أدوات متطورة، من بينها أجهزة تعقب GPS وتسجيلات صوتية، ما مكّنه من تفكيك أجزاء من الشبكة التي تضم أكثر من 20 شخصاً.

وقد لعب ثلاثة عملاء سريين بهويات مزورة دوراً محورياً في اختراق المنظمة، وهو ما أفضى إلى اعتقال ثمانية أشخاص، من بينهم نائب برلماني بمجلس المدينة، محمد علي دواس، واثنان من عناصر الحرس المدني الإسباني.

أظهرت المعطيات أن الشبكة كانت تُدير عمليات تهريب من المغرب إلى إسبانيا، باستخدام مستودعات مجهزة بأرضيات مزدوجة لإخفاء المخدرات داخل شاحنات متجهة إلى موانئ سبتة والجزيرة الخضراء. ويُشتبه في تورط مسؤولين في تلقي رشاوى لتسهيل المرور، كما تم تسجيل لقاء سري في ديسمبر الماضي بين دواس وأقاربه بهدف شراء ولاء عناصر أمنية.

التحقيقات، التي بدأت منذ عامين بتعاون بين وحدات مختلفة من الحرس المدني، كشفت أيضاً عن نشاط الشبكة في غسل الأموال عبر حسابات بنكية مغلقة في مالطا وقبرص، بما يؤكد طموحات التوسع إلى السوق الأوروبية.

المغرب يضيق الخناق… و”الفرصة الشهرية” تمر عبر الكلاب البوليسية
الجانب المغربي كان حاضراً في بعض التسجيلات الصوتية، حيث عبّر أحد المهربين عن استيائه من التشديد الأمني قائلاً: “المغرب أصبح يضغط بشكل كبير، ولم نعد نحصل على أكثر من فرصة واحدة في الشهر للعبور، بسبب وجود الكلاب البوليسية”، في إشارة إلى تشديد إجراءات التفتيش الجمركي من الجانب المغربي.

عملية أمنية منسقة وإشراف قضائي مشدد
شارك في هذه العملية الأمنية غير المسبوقة كل من:

الحرس المدني الإسباني

وحدة الشؤون الداخلية

وحدة الجرائم المنظمة (UCO)

مركز التحليل والاستخبارات الإقليمي ضد المخدرات (CRAIN)

وجاء تدخل السلطات المغربية لاحقاً، بناءً على طلب إسباني رسمي عقب اكتشاف النفق، في إطار التعاون الأمني بين الجانبين.

“هاديس”… قضية مرشحة لأن تتحول إلى فضيحة دولية
مع توالي الكشف عن متورطين جدد، واستمرار التحقيقات القضائية بعد اكتشاف “نفق الحشيش”، يرجح أن قضية هاديس ستتوسع لتشمل عناصر جديدة داخل المغرب وإسبانيا وأوروبا، ما يجعلها واحدة من أخطر شبكات تهريب المخدرات عبر الأنفاق في المنطقة المتوسطية.

اظهر المزيد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

Back to top button