المغرب يُعلن افتتاح سد جديد و “كبير”

في خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن المائي بالمغرب، أعلن بشكل رسمي عن انتهاء أشغال بناء سد “مداز” بإقليم صفرو، وذلك في سياق تفعيل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تسريع وتيرة بناء السدود الكبرى لمواجهة تحديات التغيرات المناخية وتراجع الموارد المائية.
سد “مداز”، الذي أصبح جاهزًا للاستغلال بعد إنجاز جميع مراحله بنسبة 100%، يُعد واحداً من أبرز المشاريع الوطنية في هذا المجال.
وقد تم إنجازه بكفاءات مغربية خالصة، مع تحقيق إنجاز نوعي بتقليص مدة الأشغال بـ13 شهراً مقارنة بالآجال التعاقدية المحددة.
وبفضل سعته التخزينية الضخمة التي تصل إلى 700 مليون متر مكعب، سيلعب السد دوراً محورياً في تحويل 125 مليون متر مكعب من المياه سنويًا نحو سهل سايس، مما سيدعم القطاع الفلاحي ويخفف الضغط المتزايد على الفرشة المائية المتضررة في المنطقة. إلى جانب ذلك، سيساهم السد في تحسين التزود بالماء الشروب للساكنة القروية المجاورة، كما يوفر حماية فعالة للأراضي السفلية من أخطار الفيضانات، نظراً لارتفاعه الذي يبلغ 109 أمتار.
ورغم الصعوبات التقنية التي واجهت المشروع خلال مراحل البناء، تمكنت الفرق الهندسية الوطنية من تجاوزها بكفاءة عالية، ما مكن من إغلاق السد دون تسجيل أية اختلالات تقنية، في إنجاز يعكس تطور الخبرات المغربية في مجال بناء المنشآت المائية الكبرى.
وفيما يخص الوضع الحالي للسد، فقد ساهمت التساقطات المطرية الأخيرة في تزويده بـ66 مليون متر مكعب من المياه، أي ما يعادل نحو 9,5% من سعته الإجمالية، في مؤشر إيجابي على بداية واعدة لدوره المنتظر في التنمية المحلية.
يمثل سد “مداز” نموذجًا ناجحًا للرؤية الوطنية في تدبير الموارد المائية وتحقيق التنمية المستدامة، بما يرسخ التزام المغرب بتأمين مستقبل مائي آمن للأجيال القادمة رغم التحديات المناخية العالمية.