كورنيش طنجة يتحول إلى “نقطة سوداء”.. سقوط 22 فتاة في قبضة الأمن بتهم تتعلق بالتحريض على الفساد

أوقفت المصالح الأمنية بمدينة طنجة، مساء الأربعاء، 22 فتاة يُشتبه في تورطهن في التحريض العلني على الفساد، خلال عملية أمنية محكمة نُفذت على مستوى كورنيش المدينة، أحد أبرز الفضاءات السياحية التي تعرف توافدًا كثيفًا خلال فصل الربيع.
ووفقًا لمصدر أمني مطلع، فقد تم إخضاع 17 من الموقوفات لتدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، في انتظار استكمال التحقيقات التمهيدية وعرضهن على أنظار العدالة، فيما جرى الاستماع إلى باقي الفتيات في محاضر قانونية قبل اتخاذ القرار المناسب في حقهن.
العملية الأمنية، التي وُصفت بـ”الدقيقة”، جاءت استجابة لشكاوى متكررة من ساكنة وزوار المنطقة، حيث تحوّل كورنيش مدينة طنجة إلى نقطة سوداء تُسجل فيها باستمرار مظاهر علنية للتحريض على الدعارة، خاصة خلال فترات الذروة السياحية.
وينص الفصل 498 من القانون الجنائي المغربي على معاقبة كل من حرض على الدعارة أو سهّلها أو حاول ذلك، سواء بشكل علني أو سري، مع إمكانية تشديد العقوبات إذا تم ارتكاب هذه الأفعال بشكل معتاد أو في إطار شبكات منظمة.
وتتعدى مظاهر الانحراف كورنيش المدينة إلى أحياء ومناطق ذات طابع سياحي وسكني، مثل “مالاباطا باي”، و”حي النجمة”، ومحيط ساحة الأمم، فضلًا عن أزقة متفرقة في المدينة العتيقة، حيث يُشتبه في استغلال شقق مفروشة لهذا الغرض في إطار وساطة غير قانونية.
وتشير معطيات ميدانية إلى أن هذه الممارسات تجري أحيانًا عبر وسطاء يستغلون هشاشة الفتيات القاصرات أو القادمات من أوضاع اجتماعية هشة، خاصة في أحياء مثل بوخالف، مسنانة، والعوامة، حيث تتقاطع عوامل الفقر مع الدعارة المقنّعة، بعيدًا عن أعين الرقابة.
ويُعاقب الفصل 497 من القانون ذاته كل من أعدّ أو خصّص محلاً للدعارة، أو آوى أشخاصًا لهذا الغرض، أو مارس أي شكل من أشكال الوساطة الجنسية لأغراض استغلالية أو مادية.
وأكد ذات المصدر الأمني أن هذه الحملة تدخل ضمن خطة موسعة تقودها ولاية أمن طنجة، وتهدف إلى تعزيز الشعور بالأمن لدى المواطنين، من خلال تدخلات ميدانية استباقية لوقف الظواهر الاجتماعية المنحرفة التي تسيء لصورة المدينة وتضر بسكينتها العامة.
وختم المصدر ذاته بالإشارة إلى أن هذه العمليات ستتواصل خلال الأيام المقبلة، وقد تشمل فضاءات وأحياء إضافية في طنجة، يُشتبه في تحولها إلى بؤر مشبوهة لنشاط شبكات الوساطة والاستغلال الجنسي.