في خطوة استراتيجية تعزز مكانته كمركز لوجستي إقليمي، أبرم المغرب صفقة ضخمة بقيمة 29 مليار درهم (2.9 مليار دولار) لاقتناء قطارات جديدة، حيث تم إرساء العقود على ثلاث شركات عالمية من فرنسا وإسبانيا وكوريا الجنوبية، وفقًا لبيان صادر عن المكتب الوطني للسكك الحديدية.
تفاصيل الصفقة: استثمارات في المستقبل
تشمل هذه الصفقة شراء 168 قطارًا من الجيل الجديد، بالإضافة إلى تحديث الأسطول الحالي، وتطوير أنشطة تصنيع محلية تستهدف التصدير مستقبلاً. وقد تم إرساء العقود على الشركات التي قدمت أفضل العروض وأكثرها جدوى اقتصادية:
ألستوم الفرنسية: تزويد المملكة بـ 18 قطارًا فائق السرعة.
CAF الإسبانية: توريد 40 قطارًا لخدمة النقل بين المدن.
هيونداي روتيم الكورية الجنوبية: تزويد 110 قطارات للنقل السريع.
يأتي هذا الاستثمار في إطار جهود المملكة لتطوير بنيته التحتية وتعزيز قطاع النقل السككي باعتباره العمود الفقري للتنقل المستدام. كما سيسهم بشكل مباشر في دعم تنظيم كأس العالم 2030، الذي تستضيفه المملكة بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، عبر تحسين جودة وفعالية وسائل النقل بين المدن والملاعب.
تمويل مرن لتعزيز الشراكات الدولية
وقعت وزارة الاقتصاد والمالية المغربية بروتوكول تمويل مع جمهورية كوريا الجنوبية لتغطية كلفة شراء 110 قطارات من “هيونداي روتيم”، عبر قرض بشروط ميسرة من صندوق التعاون الاقتصادي والتنمية الكوري التابع لبنك التصدير والاستيراد الكوري (KEXIMBANK).
السكك الحديدية المغربية: أرقام وإنجازات
تمتد شبكة السكك الحديدية المغربية على 3800 كيلومتر، تربط أكثر من 20 مدينة رئيسية. وخلال عام 2023، تم نقل حوالي 55 مليون مسافر، محققًا زيادة سنوية قدرها 4%. كما تُستخدم السكك الحديدية لنقل 20 مليون طن من البضائع، أغلبها من الفوسفات ومشتقاته، مما يعزز مكانة المغرب كمركز تجاري إقليمي.
في إطار خططه الطموحة، يسعى المغرب إلى توسيع شبكة القطارات فائقة السرعة من خلال تمديد الخط الحالي الذي يربط طنجة بالدار البيضاء ليصل إلى مراكش، على مسافة 240 كيلومترًا. كما تشمل الاستثمارات مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمطارات وتمديد شبكات الطرق السريعة، مما يجعل المغرب مركزًا رئيسيًا للنقل والخدمات اللوجستية في المنطقة.
بهذه الخطوات الطموحة، يواصل المغرب تعزيز بنيته التحتية وتعزيز مكانته كوجهة استثمارية ولوجستية رئيسية، مع تطلعات مستقبلية لتعزيز مكانته على الساحة العالمية.
